في حوار بين مجهولين
تدور أســئلــة هــنا وهــناك
يتقاذفان دفة الحـــديث المرتفع الوتيـــرة تــارة
والهادئ تارة أخرى لحد البرود
والحيرة والقلق واللامبالاة
هي أغلب ما يكسو جوانب هذا الحـــوار الرتـيـب
ولا يـقـطـع رتــابـتــه
ســوى صيــحــة مــن أحـــد طـــرفــي الحوار
لتـصـل الرحـــلة إلى الانكسار غير المتوقع
في لحـــظة تضـــج فيهــا الأعمــاق
تبــدأ بتــاء التأنيث
لتلك اللــعـبــة الطينية الجميلة
وليبدأ حوار بين ذاك الضخم الطويل
وتلك الناصع بياض أسنانها
صاحبة اللعبة الطينية التي كانت محــور النقــاش
ولتتزاخــم المشاهد المليئة بالأطفال
الذين ينشدون براءاتهم في ألعابهم المرحــة
والخــطرة أحيــانــا
ثم يكون الحديث من طرف واحد فقط
دون الطرف الآخر الذي هو هي !
وبعـــد مــد وجــزر
اكتشف ســـر هــذا الصــمــت
والمــتـمثل في انكــســار الــدمــيــة الطـيـنـيـة
بعـــد انزلاقها من الوســادة
مخــلّــفـة تــوتــرا وانفــعـالا وضيقـا لدى تلك الــطــفــلــة
وحيث انتظمت أعمدة النور
في صفــوف متــألقــة متــعــاكــسـة
مـــع أضواء السيارات الفــارهــة
كــان التوهج بين هذه الأضواء وأصوات المنبهات
لتشكل مزيجا عجيبا من الانفعال الجنوني
عندها فقط توهج كل شيء
وغرق في اللاإرادي
ولك أن تتصور الموقف بأي شكل تراه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمر عبود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق