الأربعاء، 1 فبراير 2023

عرس في البادية بقلم محمد جعيجع

 عُرسٌ في البادية :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

عُرسُ البَوادي سَما طيبًا وسِلوانا ... 

قد كان في الماضي أخلاقًا وعنوانا

عَقيقَةٌ وزَواجٌ والخِتانُ طفو ... 

لَةٌ بذَبحٍ دَمى شاةً وخِرفانا

ضأنٌ به مَرَقٌ و"الكُسكُسِيُّ" طعا ... 

مُ العرسِ والخَتمُ شايٌ وَقتُهُ حانا

خِتانُ أطفالٍ مِن سُنَّةٍ لمُحَمْـ ... 

مَدٍ وعُرسٌ مُقامٌ خصَّ فِتيانا

زَواجُ شُبَّانٍ مِن مَنهَجٍ لمُحَمْـ ... 

مَدٍ وراقَ بَناتًا راقَ غِلمانا

والعرسُ من فَرَحٍ قد بانَ مَظهَرُهُ ... 

زُغرودَةٌ تملأ الأجواءَ أحيانا

والعرسُ عُرسانِ عرسٌ فيه زامِرَةٌ ... 

ونِسوَةٌ يُلهِبنَ الدُّفَ نيرانا

والناسُ تَرمي أموالًا مُزايَدَةً ... 

في "تاوزَةٍ" من شُخوصٍ راقَ أجفانا

حتّى الصباحَ يدومُ الزمرُ في صَخَبٍ ... 

وقد تهاوى أخلاقًا ووِجدانا

وعرسُ أعلى تقاليدًا مُحافظةً ... 

على الخِصالِ دَعَت أهلًا وخِلَّانا

يَمضي بلا صَخَبٍ والبَدرُ ليلتُهُ ... 

والكلُّ في مَرَحٍ ناسًا وعرسانا 

كِلا العريسينِ يأتي في وَجاهتِهِ ... 

مُعطَّرًا راجِفَ الخطواتِ حَشمانا

كِلاهما لبِسَ "البُرنوسَ" قيمتُهُ ... 

أغلى المُنى راقَ أشياخًا وفُرسانا

عَجائِزٌ تَشدوا بَينَ الدِّيارِ بَنا ... 

تٌ راقِصاتٌ ودونَ الجَهرِ ألحانا

وخارِجَ الدَّارِ تَنكيتُ الرجالِ علا ضَحِكٌ ... 

والبَعضُ جالسَ ألغازًا وفِنجانا

وصِبيَةٌ فَضَّلوا التَنكيتَ فيه هَوًى ... 

وصاحَبَت ألعابُ الجَريِّ صِبيانا

فبارَكَ اللهُ أعراسًا لها خُلُقٌ ... 

وذَمَّ أعراسًا خُسرًا وخذلانا

ــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد جعيجع من الجزائر – 02 سبتمبر 2022


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

خاطرتها والحياة بقلم عواطف فاضل الطائي

( خاطرتها والحياة) ما الذي نلته من الحياة وما جنيته؟ وتبقى تحتفظ بينبوع ذكرياتها كلوحة على غلاف كتابها وتغسل جرحها الغائر في الأعماق وتتساءل...