في هذا المساء خبزة بغدادية .
أدفع كل مالدي لمن يأخذني بجولة مسائية
ويرجع الزمن حين كنا نغفوا على سطوح بيوتنا ونسهر مع القمر ونغازل النجوم حين كانت المحلة وازقتها كلها بيت واحدا وعائلة واحده تستيقظ في الصباح على رائحة الخبز وأصوات تبشر بالحياة . حين كانت الحياة خضرة جميلة وبسيطة وكان الناس أهل لبعضهم لن أسمع في تلك الحقبة عبارة( أنت من ياعشيرة) كان الناس عمام بعضهم البعض . كان الحب والوئام والفطرة تملأ بيوتنا لاحواجز بين الناس من ذا الذي جعل السلاح لغة لايعرف الناس غيرها . أتذكر حين كان يحدث شجارا أو عراكا بين أثنين من المحلة او الزقاق . كان ينتهي بتدخل اي رجل خير كبير يوقفه . او عتاب ودي بين الامهات فينتهي بجلسة احباب مع شاي العصر .
ينتهي كل شيء في ساعات وتذهب كل آثار الضغينة والحقد والعداء .
وأنا أكتب تلك السطور لازلت اتذكر
رن استكان الشاي في اذني وهو يتراقص بيد عامل المقهى . فتطرب له مسامعي . ورجل في ركن المقهى يصيح .
(عيني بلا زحمه مي وجاي) فيرد صاحب المقهى بكل احترام .(تدلل اعيوني) واخر يرحب بجليسه .(الله بالخير ابو رحمن ) فيرد عليه (الله بالخير اغاتي )
ولن انسى ابو حمزة الكببجي وهو يرمي شياش الكباب في صفيحة او(تنكة) الماء الساخن ومن ثم يشيشها من جديد . ولازالت رائحة ونكهة الطعام المنبثقة من شبابيك البيوت تزكم انفي . حين يبدأ مسلسل تبادل اطباق الطعام والحلوى قبل وقت الفطور بقليل .
حلو انت يابلدي بمدنك الصابره الحالمة
وسمائك الصافية ونهريك العذبة .
حلو انت بكرم اهلك وطيبتهم ولهجتهم ..
حلو انت كلش حلو ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق