الأربعاء، 19 أبريل 2023

ضحيتة بقلم :خالد القاضي

قصة قصيرة 

(ضحيتة )
(أخي لاتكن سببا في دمار أسرتك)
بقلم :خالد القاضي 
✨✨✨✨✨
كان يسير عائدًا إلى منزله متبخترًا ، باسم الثغر ، يريد أن يضحك بكل قوة وبشكل هستيري، ولكنه يخاف أن يقال عنه مجنون فالتزم الإبتسامة العريضة المنتصرة ...
كان يوهم نفسه بالنصر عليها، بعد طول ممانعة، والكثير من المحاولات المستميتة معها ...وملايين كلمات الغزل والتودد ،ورسائل لا تعد منه إليهامن هاتفه ...كانت عنيدة قوية الإرادة...لم تكن فريسة سهلة كما كان يعتقد ،ولكنه إفترسها بدم بارد، في يوم خارت فيه قواها ، بعد كلمات خداع ، ووعود وعهود هو يعلم أنه يكذب بها ، ليستطيع الحصول عليها ، وقد فعل دون خجل أو خوف ، ووثّق تلك الجريمة الحقيرة ، دون علمها في مقطع فيديو على هاتفه، الذي أخفاه في مكان لم تلاحظه فيه ، ليهددها به بعد ذلك ، ويحصل عليها وقت ما يشاء، كما هو الحال منذ مدة، دون أن تجرأ على الرفض ، خوف أن يفضح أمرها ، فتكون نهايتها وخيمة في مجتمع ذكوري لا يرحم، 
زادت إبتسامته إتساعًا حتى كادت تلتف حول رأسه ، هل رأيت شيطان يمشي على قدمين بجلد وهيئة بشري ؟؟؟هو كان ذلك الشيطان ...
حين يكتفي منها ويملها ، سيبيع ذلك المقطع بقيمته لمن سيدفع أكثر...يعني أنه في كل الحالات رابح منتصر....وقد حرص على عدم ظهور وجهه في ذلك المقطع ،وإن حصل وظهر قد قام بتعديله والحذف منه ، لتكون الفضيحة فضيحتها ، والعقاب لها وحدها ،سوف يعاقبها جزاء تمنعها وتعجرفها وخيلاءها ...سوف يحول حياتها جحيمًا، وموتًا محققًا، بسبب كل لحظة إستجداء وتودد فعلها معها ...
وضحك هذه المرة ضحكة خيفية، وهو يداعب شاشة هاتفه الثمين بيد ...
و يفتح باب فناء منزله بيده الأخرى، ويدلف إليه ولم يجد سيارة والده قابعة هناك كما هو المعتاد، فتنفس الصعداء ، لأنه لن يتعرض للمساءلة والتحقيق اليومي المعتاد منه ،ولكنه ما كاد يقترب من باب المنزل، حتى تناها إلى مسمعه ما يشبه الصراخ والبكاء ...بل هو صراخ وعويل فعلًا ....وهو ل(أمه ) ...
شعر بإنقباض في صدره وأسرع يدفع باب المنزل الذي كان مواربا ...وكلما إقترب صعودًا درجات المنزل ،كلما كان صوت البكاء يعلو مع صوت لطم ...إرتعب وأخذ جسده يرتجف ... وهو يرتقي بقية الدرجات قفزًا نحو الطابق الثاني حيث يسكنون، فقد كان الطابق الاسفل عبارة عن دكاكين مغلقة لم تؤجر بعد ،وحين وصل صرخ مناديًا والرعب يكاد يقتله :
-امي ... امي...ماذا هناك ... أين أنتي ؟؟؟؟
هنا زاد بكاء أمه وهي تصرخ عليه من جهة ما في المنزل الكبير الأنيق الذي يدل على الترف :
- اختك يا (.....) أختك ....أختااااااك...
كاد قلبه يتوقف هذه المرة حين سمع ذكر إسم أخته الوحيدة التي يحبها جدًا ...جدًا ...كاناوإياها وحيدي أبويهما ...فقد اصيبت امه بمرض في الرحم حرمها من الإنجاب ...عرف المكان الذي أتى منه صوت أمه المتحشرج المتهالك المنتحب ...إنها غرفة أخته ،فاتجه مسرعًا نحوها وقلبه يخفق بعنف ..
وحين وصل إتسعت عيناه، حتى كادتا تغادران محجريهما ، وكاد قلبه يتوقف ..كانت أمه في حالة مزرية وكأنها خرجت لتوها من معركة حامية الوطيس ،منكوشة الشعر يسيل الدم من عدة خدوش على وجهها مختلطًا بالدموع ووجهها محمر بشدة ...سألها بصوت مبحوح مختنق متهدج:
-ماذا هناك يا أم..أم..أمي ...أين أخت..ت...تي .....؟؟؟
هل حدث لها مكروه؟؟؟
ألقت الأم التي كانت تجلس على طرف سرير أخته بنفسها عليه وهي تصرخ بجنون:
-أختك يا(....)..أختاااااك ...الحقهاااااا....الحقهاااااا.....أبوك يريد أن يقتلهااااااااااا....ياااااااا إبنتييييييي......
إنتقلت الهستيريا إليه فاخذ يصرخ ويهز أمه بلا وعي وبشكل جنوني :
-لماذا يريد قتلها ...ماذا فعلت ...وأين أخذهاااااااا...؟؟؟
هوت الأم أرضًا تولول وتلطم خديها بقوة،وهو يعاود الصراخ وقد إحمر وجهه والدموع تسيل من عينيه بلا وعي :
-لماذا لا تجيبينني يا أمييي....ماذا فعلااااااااااات.....
أجابته الأم وهي تلطم خدودها أكثر وتنتف شعر رأسها وتولول:
- أختك ..حااااااملللل ....أختك ...حاااامل .....يا (....) ....وحين عرف أبوك بالأمر ...جن جنونه ...ودخل عليها وضربها ضربًا شديدًا حتى كاد يقتلها ...حاولت تخليصها من بين يديه فصفعني بقوة وركلني بعيدًاعنه ،وأخذها سحبًا بشعرها وهي تصرخ وتبكي والدماء تسيل من أنفها وفمها ورأسها ..وبندقيته في يده ...وذهب بها ولا أعلم إلى أييييين ...
قالتها وسقطت مغشيًا عليها ...والدماء تسيل من أنفها وزاوية فمها ،في حين وقف هو غير مصدق ..والدنيا تدور حوله بقوة...والمرأيات تتشوش أمام ناظره ،وتراءت له ضحيته مقتولة والدماء تسيل من عدة ثقوب في جسدها...وأسودت الدنيا حوله وأسودت ...وأسودت ....
وأسودت.......

(تمت)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...