الحلقة السادسة والعشرين والأخيرة
الزائر الخفي .
صيام طرق الباب مرتين ؛ ولم أجد أحدٍ واضعا يده عَلى جرس الباب !
إذا طرق مرةً ثالثة ؛ عليك بفتحه ؛ لربما حد من أطفال الحارة وجدها لعبة وأخذ يتسلى فيها !
هاقد رن الجرس ! أذهب وافتحه !
آهلًا وسهلًا !
لطالما حلمت بدخولك داري، ليسعدني تواجدك عندي
طالت علي غيبتك منذُ بدايةً الشهر ، كل يوم أقول سيطل علي هذا اليوم وأصبر نفسي ليوم غد ،
نعم أعرفهم جميعهم بيت ، بيت وشارع ، شارع
كما عهدتني كل سنة أقوم بها وهذا ما تعلمته من أبي ومن قبله جدي وكذلك أعمامي وأخوالي ؛ حتى أصدقائي شاركوني نفس الشيء!
أكيد كعادتك تزورني آخر واحد في قائمتك ، حتما لأني موثوق الخطى ، مؤتمن الجانب ، معين المحتاج ، مزيل الكرب ، زارع البسمة ، مخفف وطأة ضنك العيش !
نعم ، نعم ، جميعهم في صحة دائمة أشاهدهم كل يوم يلعبون مع أطفالي ! وكل زائر يدنوا من حينا ؛ يحسب جميع أطفال الحارة أطفالي ؛ حتى ذهب أحدهم بقوله : متى تبرمج الإنجاب !
كبار السن أشاهدهم كل يوم يتنزهون بعرباتهم المدولبة الجديدة وحتى القديمة منها ، منهم من يتكئ عَلى عكازة الأيام وصبر السنين ، منهم من يحمل وصفات دواء العصر ، رتبت لهم سيارات أجرة تأخذهم لأقاربهم وتعود بهم بعد ثلاثة أيام وبعضهم يعود بعد أسبوع !
بعضهم قادر على دفع مستحقاتهم الدراسية ، بعضهم تم تقسيط دفعاتهم عَلى عدد أشهر السنة ، وللأسف الكثير منهم لم يكمل دراستهم بسبب ظروف العمل ! ولكن في الآخر الجميع سيتخرج !
نعم ، جميل ، أسعدك ذوقي في تنقية ألوانهم ، جميعها زاهية وتحاكي الطبيعة هذا بالنسة البنطلونات ، أمًا القمصان فقد اختاريتها على الشخصيات الكارتونية كما تعلم بعمرهم تفرحهم تلك الشخصيات ، ينطلقون بها في أول يوم.
وكذلك عجبك ذوقي في انتقاء ألوان الأحذية ، كما تعلم جلبتها جميعها موديلات صيفية ؛ إنه الصيف وتحتاج أقدامهم إلى التهوية !
كلا ! فقد خفت عليهم من تلك الألعاب الخطيرة على العين ، لذا جلبت سيارات وكرات قدم للاولاد ، بينما البنات كعادتهن يفضلن الدمى وبعض مصغرات الطباخات وغرف نوم الأطفال !
دمت برعاية الله وحفظه ، نعم قبل يوم العيد ستوزع جميعها !
إلى اللقاء !
صيام أنت مع من تتكلم! إنا لا أشاهد شخصًا ! هل تصافح الهواء !
هذا العيد جاء شاكرًا ! لا يبصره ؛ ألا المتصدقين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق