************************
عند الشّروق يدغدغ الضّياء جفوني
ويغشى أنسامي عطر الحياة
وتشرق الأحلام بآفاقي
والأمنيات الجميلة..
عند البكور ألملم أشلاء جسدي المرهق
أجمّع فتات أفكاري المبعثرة
أوضّب جداول مشاويري
أرتّب قضاياي الكثيرة..
عند الغدوة أخطو نحو الآفاق المشعّة
تتسربل الأشواك في دروبي
أحاول مراوغة الكروب
وشتّى النّوايا المريبة..
عند الضّحى أدهس الأشواك بخطوي
أراوغ ما يستفزّني من خطوب
وأمضي كسهم غير آبه
نحو أحلامي الكبيرة..
عند الهاجرة أعود متعبا داخل أسواري
أعلّق بالمشجب جلّ أفكاري
أتفقّد الزّهور بخميلتي
وأنيخ روحي الحبيبة..
عند الظهيرة ألقيني بأحضان الإلاه
أناجيه في خشوع مهيب
فيطمئنني الحليم الرّحيم
ويهدهد روحي البريئة..
عند الرّواح أتهيّأ للسّفر من جديد
فتتفتّح الورود على الضّفاف
وتعبق بأركاني العطور
وتتلألأ آمال جديدة..
عند العصر أنتشر كنسمة بليلة
أبتغي من فضل إلاهي
وزادي عزمي الصّارم
و الصّدق والفضيلة..
عند القصر أخوض معارك جمّة
تدميني جراح وندوب
كطفل نجيب أثابر
لا تثنيني الهزيمة..
عند الأصيل أجدني غالبا منتشيا
أقطف برضى ثماري المشتهاة
وهامتي في العلا منتصبة
أحاسيس تنتابني فريدة..
عند العشيّ أكبح جماح فرسي
وأنثني أدراجي منتصرا
تهزّني الأشواق هزّا
لخيام القبيلة..
عند الغروب ألج مضاربي مبتهجا
مغتسلا بحمرة الشّفق البديعة
أستعرض الدّروس والعبر
وقدرة اللّه العظيمة...
************************
رشيد بن حميدة-تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق