مناجاة
قالَ مناجياً صاحبه
يا صاحبي مذْ غابَ نَجْمُها
من مرآةِ عيوني
غربتَ شمسُ سعادتَي
لا قمراً يغازلُ سمائي ولا
نجماً في أفقِ ليلي لاحْ .
هجرتَ نومي عرائسُ الأحلامِ
وغزتَ وحشةُ ليليَّ الأشباحْ
قصيدتي جفتَ منابعها
وهربتَ حروفُها وأعلنتَ
حالةَ التمردِ والعصيانْ .
وغرقتَ بحورها في بحرِ
الجراحِ ولبستَ ثوبَ الأتراحْ .
لا فرحاً يزورُ صباحيَ مذْ غادرَ
صباحُه الصباحْ .
ولا يغردُ عندَ شباكِ قلبي
بلبلٌ صدَّاحٌ ولا فيروز
تعلنُ بدءَ إشراقةِ الصباحْ
ولا سلاماً يعطرُ أجواءَ المساءِ
ويفتحُ لقلبيَّ بابَ الأحلامِ والأفراحْ
وسُدَت في وجهيَّ أبوابُ السلامْ
وبُحَّ صوتُ قلبي من طولِ النداءِ
وأتعبني وأعياني ليلُ الحرمانْ .
لا صدىً يرجعُ بأملٍ وسكنت
في سواد عيوني الأشجانْ .
ولا نسيمُ الليلٍ بعطرها
الفوَّاحُ يسري ويبلسمُ الجراحْ
تُحاصرني الذكرى كلَ ليلةٍ
والشوقُ الجارحُ يقضُ مضعجي
ويفتكُ بسكوني ويعبثُ بالأحشاءْ
لا أسفٌ ينسيني ما مضى
ولا ندمٌ يعيد لي الذي كان
وبغمضةِ عينٍ راحْ
أنا الذي زرعتُ ورودَ الحبِ صباحاً
في حدائق قلبي وقلبها
وأدمت أشواكُها يدي وعرَّشت
سنينا ونزعتُ في غفلةٍ من أمري
ورودَها بجفاءٍ وقسوةٍ ذاتَ مساءْ .
وقطعتُ جسورَ مودتي بلا رحمةٍ
فهل ينبتُ ياصاحبي الرجاءُ
ثانيةً في حضنِ العناءْ ؟! .
ويسري في عينيَّ ذاكَ الضياءْ
ويقولُ الرفاقُ .. سلوتَها عبثاً
أيسلو المرءُ منْ سكَنَ النبضَ
والمهجةَ وملكَ الفؤادَ وأعادَ
للقلبِ الحياةَ وأقامَ في محرابِ
الروحِ معبداً للطهرِ والصلاةْ
أينسى الفجرُ نوره وينسى
الوردُ عطره ولونه ونداه!!.
والطيرُ رفةَ الجناحْ !!!.
... ... ... ... .... ...
بقلمي فاطمة حرفوش سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق