صيام …. صيام
الحلقة العاشرة كذبة أبريل
زوجتي العزيزة أكرمي ضيفي العزيزين وأعدِ لهم شيئًا من لحم العفاريت !
أنتظر صديقي صيام حتى غروب الشمس !
لماذا ؟
كي تخرج كذبتنا حقيقة ؛ فلا نستطيع الكذب والشمس في كبد السماء !
صدقت مِن سيصدقنا !
أنا أولًا.. كلا ؛ فأنا من زاركم في البيت من قبل أن تسكنوا فيه !
تكلم ؛ لئلا تخرجنا من منطقتنا بعد قليل !
ذاك الخريف القريب قبل عامين ، صحت لي مغامرة برية من مغامرات غابات السفانا الماطرة آلتي تطلقها (ناشونال جيوغرافيك ) لفت نظري البعيد صغير ثور يطار أسدًا مغوار مع مجموعة من أسود وضباع !
ولَم يتسنى للنمور والفهود مجاراته ؛ فماتوا من تشنج عضلات قلبهم الملساء ؛ حتى لجأت جميع الأسود إلى سد سيارتنا الرياضية الفارهة ذات تسعة عشر اسطوانات غاز الطبخ!
توسلت إلي الأسود ونظرات الاستجداء والشفقة تمسك يدي أن أحميها من بطش ذاك العجل الهمام !
صعد كبيرهم بجانبي والآخرين لم يتسع لهم مقاعد سيارتي الخلفية الفارهة ؛ فأجلستهم في صندوق العدد اليدوية !
أسرعت ومازال يطاردنا والسيارة تهتز من خوف الأسود المسكينة ! فررنا جميع مساحات الغابات المحمية عشرات المرات ؛ حتى بلغنا من سرعة الضوء الشيء اليسير ؛ ولم يوقفنا إلا نفاذ وقودها !
قلت ما في اليد من حيلة ؛ الا وتسليم الأسود له عنوة !
والأسد الكبير يقرأ علي ترنيمة الخوف : عمي أعمل لك حفلة شواء لحم الضأن فقط خلصنا من بطشه !
قلت : له تعال !
من !
العجل الصغير ! نعم ؛ لإن أجهدنا
لا عمي لا تخف مني ! فقط طاردتهم لأجل اللعب معهم
ولم افك رقبتهم منه ؛ إلا بعمل زجاجة رضاعه من الحليب؛ فنام حينها !
والأسود!!
طلبت لجوء وهاجرت إلى غابات الامازون!
كنت غير وأثق الخطوة ولا أمشي ملكًا!
لماذا ؟ ما هذا البؤس
كلما أنوي أن أخطب واحدة لي ، واكلم أهلها على مصاهرتهم ؛ فيتزوجها قبلي المأذون الشرعي بقوله : أنه قاصر ومازال تحت رعايتي !
حتى بلغت زيجاته خمسة وعشرين زيجة !
ولكن لماذا لم تأخذ غيره وتحل عقدة حظك النحس هذا !
لا يوجد في القرية مأذون شرعي إلا هو !
قالت لي والدتي : آجل الموضوع وأنتظر عشرين سنة حتى يأتي مأذون شرعي غيرة وتجد فتيات صغيرات تقارب من عمرك الواحد وعشرين عام !
ولكن مازالت غير ملكًا !
لماذا أكيد قد تغير الزمن بعد عشرين عام المنصرمة ، وهرم مأذونكم الشرعي على الزيجات !
المعضلة هي الفتيات اللآتي أقدمت على خطبتهن ألان طلعن جميعهن خواتي من غير امي آلتي ولدتني !
كيف حصل هذا ؟ فقد اربكتنا !
نسيت أن أخبركم ! المأذون الشرعي والدي وكان يحتال على أمي بأن نخطب لولدنا المسكين ؛ مما يجعلني أرافقه !
صيام جاء دورك قبل أن نمد يدينا إلي مأدبة الطعام !
قبل عشرة أعوام ابتعثت إلى مدينة كان في فرنسا ؛ لأجل أن أترأس المؤتمر السنوي حول الاحتباس الحراري !
وليس هنا المطاف !
فقد حلت جمعية الاحتباس الحراري بعد أن أخرجت علكة اللبان من فمي وسددت فيها ثقب الأوزون ؛ فأنتفت عمل الجمعية المركزية لتجارة الحلويات والسلع المعمرة !
آلمهم ، لا أطيل عليكم القصة ، قرصني الجوع من معدتي بإبهامه الكبير ؛ أجلسني الشارع اتلوه من الجوع !
لم تسعفني إلا رائحة شواء تهب علي دخانها من مطعم كباب للشوي ، حملني الدخان على نقالته الشراعية ذات المراوح المتزامنة مع هبات الشواء !
ما أن وصلت سالمًا ؛ حتى نودي على النادل أن يجلسني بالقرب من واجهة المحل الزجاجية لأشاهد كيف يصنع الكباب المشوي !
مِن شدة جوعي ولذة رائحة الشواء تكتم نفسي ، طلبت خمسة عشر طلب !
جيء بجميع الأطباق الخمسة عشر ؛ وإذا بلحم شهي لم أذق مثله طيلة حياتي!
لفت نظري لونه البنفسجي المائل إلى الزرقه !
ما نوع اللحم الذي تقدموه هنا رجاءً!
إنه لحم عفاريت سيدي الزبون !
لم أكاد أجزم ؛ حتى رأيت القصابين في طوابير ومعهم عفاريتهم ! أرسلت خمسين طلب وإنا بطريق عودتي !
رفعوا ضيفي أيديهم عن الأطباق وجلين ؛ فاجأتهم زوجته مبدداه دهشتهم !
هل اشوي لهم عفريت المنزل .
علاء العتابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق