بقلم/عثمان زكريا (رسول الإنسانيه)
#السودان
رافقتك السلامة أيتها الحياة
وأنتِ تعبرين هذه البلاد
وأنتِ تنوئين
بين حجابين
بين لائين
بين لا ناهية عن الحياة
ولا نافية للحياة
رافقتك السلامة
وأنا أُقفل راجعاً كل يوم
كمحارب فرّ من معركة لا يقودها
وقد استنفذتُ كل المرايا المستعملة
التي اختبأتُ خلفها
رافقتك السلامة
وأنا أقفز من مرآة إلى أخرى
أسقط متلعثماً بوجهي
فعيني اعتادت ما يراه
من جرائم معلنة وغير معلنة
لقد جف الدين في شجرة الروح
على هذه الأرض
واشتاقت مخيلة البشر لقلبٍ
فحواسي أرّقتْها
بلاهة الشرود المسطّح جدآ
كالقرف النابت كشوك قصير الأظافر
على أرواح النازحين في كينونتهم
أو كقشرة متقرنة على أرواح
القابضين الممسكين بخناق الجوهر
أو كإبتسامة لا تضحك
يعلوها القشب المسقّى بالدمع
تفضح إتجاه الريح فقط
الريح التي أقفلت أبوابها
بوجه العطر
الأعمق منها
العمق الذي لا قاع
كمعنى يخاطب أجيالاً
من الكلمات لم تولد بعد
كمعنى يستر عري الوجود
ويعرّي شجرة اللغة
كمعنى يقطر الحياة
على عجلات الإستفهام
أطفال المهمشين بالوا
على زهور البريّة
ولاذوا بالكتب السماوية
ينشدون السماء
بلا كينونة
وعلى علو منخفض التأمل
نوح شرب الطوفان
كي ينقذ نفسه التأمل
كيف لطاغية أن يستمطر قاعاً
كيف لصحراء أن تدرك سفينة
كيف لحافة أن ترفع هاوية
خيالي العميق
كشجرة البسيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق