من أينَ اتيتَ ؟
*- من أين اتيتَ ؟
هذا البيت ليس بيتي
وأنا لستُ أنا
هل اشتبهتُ عليكَ ؟
أغرَّكَ شعري الغجريُ؟
أم أزرارُ قميصي
المفتوحةُ على زهرِ الرُّمَّانِ؟.
لماذا أتيتَ يا سيدي ؟
فحبيبتك سيدةٌ أخرى
تاهَت في البحرِ مراكبُها
أنا لستُ أنا ، نسيتُ عنواني .
يا من يُبحِرُ في صمتٍ بين ثيابي
يا لغةً ما زلتُ أحفظها
يا أجملَ الورود،
يا من أشعلتَ نيراني .
*- أنا يا سيدتي منهكٌ
بيتٌ مفتوحٌ على الريح
خالٍ من الحياة
الدنيا هدمَت حيطاني.
حقولي قاحلةٌ ، أطرافي يابسةٌ.
آسفٌ على مافات
آسفٌ على ربيعكِ ونيساني.
لا تعذليني يا معذبتي
حقولك لا قدرة لي لأحصدها
ولا أستطيعُ الرسمَ
نسيتُ كيف أمزج ألواني .
*- من أين أتيتَ ؟
وأنا بالبابِ واقفةً
أحملُ هدايا الحُبِ
أحملُ صورتَكَ بين أجفاني .
هذه الورود شغلُ يدي
إني أراكَ بكلِّ ما حولي
وأتلمَّسُ وجهكَ ببناني
أنسيتَ رسائلي ؟
أنسيتَ مشاعري ؟
وكلَّ الكلام الجميل فوق لساني؟
*- يا طفلةً جاءت لتقتلني ،
يا وجعاً يطالُ ذاكرتي ،
يا سيفاً يقطعُ شرياني .
لا تفتِّشي عني ،
ولا تتذكري ما كتبتُ فوقَ أوراقي ،
لا تقرئيني بعد اليوم ،
كلُّ ما ستجدينَهُ على المقاعدِ
آثارَ أحزاني .
أنا الآن مسلوب اليدين ،
لا أحد يعرفني ولا البحرُ يوصلني .
لا خمرةٌ حمراءُ تُسكرني
ولا سمراءُ أو شقراءُ تُدهشني
لا حبَّ بعد اليوم يحفرُ بوجداني .
بالأمسِ كان العطرُ يُنشيني
وثمارُ اللوزِ أقشرها بأسناني
ألأرض حملتها فوق كتفي
وقاتلتُ بشراسةِ الفرسانِ .
كان لي خيلٌ وسيفٌ
واليوم لا مهرةٌ ولا سيفُ
إنهارت على ركبتيكِ أحصنتي
وتركتُ مملكتي وصولجاني.
بالأمسِ كنتُ أنا ،
واليومَ ذاك الفارسُ المقدام لستُ أنا
بل واحدٌ ثاني .
مقاعدُ الدُّنيا فرِغَت من حولي
مَن اليومَ سميري سوى
طاولتي وتبغي وقهوتي وفنجاني؟
أنور مغنية 25 05 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق