أسرح بأفكارك وأهرب
من واقع لونه معتم
أن ضاق عليك المكان
حيزا أجعل صبرك وسم
الأفق واسع فسيح أراه
تعالى وأسكن مع النجم
اليأس قاتل عدو الذات
يسلب الروح قاتل الهمم
أنا مذ كنت صغيرا علمت
حقيقة الدنيا فرح وألم
أعض على الجراح مكابرا
خوفا من تلاشي العزم
أيتها النفس صبرا جميل
فالعاديات تمطر ألف سهم
ان الزمان أذا أدار ظهره
وشاح بوجه تقلصت النعم
أسير بين الورى تائه الفكر
هل أزفت ساعة لونها عدم
أواسي الذات في كل لحظة
يسيل من مقلتي دمع الهرم
أنظر لحالي هل أنا أتنفس
دقات قلبي يسمعها الأصم
أصرخ لا تبالي أيها المثقل
طعنا أنهض وطاول القمم
أبيا لا يسكن روحك الخذلان
عنوانك الطيب أهلآ للكرم
الكل توارى أعز أصحابي
حين دار بي الزمان والسقم
أدركت حينها كم كنت عجلا
شربت كأس الضياع والوهم
أقلب صفحات الماضي وجلا
تلوح خيانتك مثل لون الوشم
أعزي هذا الفؤاد صابرا قنوع
مدركا أن جوفي تجرع السم
أدور في أفلاك التيه ضائعا
متى أهتدي لشاخص ومعلم
المال زينة تخفي عيوب سر
بعض الناس قالها أهل القدم
الفقير غني عند الله مؤمن
يخشى العقاب يوصل الرحم
أعلم يا بن أدم أنك راحل لا
محال تاركا دنياك وجل النعم
الكفن ثوبك الأخير ترتديه
هكذا قال ربك بلوح جره القلم
الضوء أحيانآ تتجاهله العيون
تسير في دهاليز يشوبها العتم
*******************************
ضوء به عتم
بقلم/شاكر الياس
شاكر محمود الياس
العراق/بغداد
٢٥/٥/٢٠٢٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق