الاثنين، 22 مايو 2023

ليتني بلا أب الحلقةالأولى بقلم مونيا بنيو

 ليتني بلا أب


الحلقةالاولى


-ظلمني أبي..،

ظلمني حين رفض زواجي من الشاب الذي بنيت معه أحلامي..، وظلمني حين زوجني لذلك الرجل رغماً عن أنفي وأنف أمي..، ظلمني تحت غطاء العادات والتقاليد التي لا اؤمن بها..


-وهذه قصّةٌ من واقعنا المرير تبين لنا ظلم بعض الآباء في حياة بناتهم..


تقول_مريم:


استيقظتُ ذات صباح على رسالة نصية من جواد يخبرني بها أنه سيتكلم مع أبي اليوم ويطلب يدي منه..، كنت أعيش أجمل لحظات عمري وأنا اسمع ذلك الخبر..،

وضعتُ يدي على قلبي بعد شعوري بانقباض غريب وخوفٍ سكن روحي فجأة..، ثم أمسكت دفتر مذكراتي لأدون به شعور تلك اللحظات التي ستتخلد بذاكرتي..


وحين انتهيت من تدوين أحلامي الطفولية ألقيتُ دفتر مذكراتي في مكانه وبدأت أرقص مع وسادتي كالمجنونة..


كنت أرقص من فرحتي متأملةً الأحلام التي سأعيشها في الايام القادمة.. 


في ذلك الصباح لم أُلاحظ مرور الوقت  إلّا حينَ

سمعت نداء أمي..، نظرت للوقت فكانت الساعة تشير للثانية بعد الظهر..، فأسرعت بالنزول إليها وأنا أدندن بخطواتي المتراقصة حتى أنني تماديت في جنوني آنذاك وأمسكت بيد أمي لترقص معي وكانت أمي تضحك على جنوني المفاجئ قائلة: جُنّت البنت..


وبعدَ انتهائي من ذاك الجنون استجمعتُ ما كنت أُخزنه جرأة وأخبرتُ أمي بعلاقتي مع جواد..


تغيرت ملامح أمي فجأة حين صارحتها بالأمر وطلبت مني تحضير الطعام لوالدي الذي شارف على الوصول..


وكالعادة لم استغرب مما يحدث لأن أمي كانت تخاف من أبي كثيراً..


كان ابي رجلاً حاد الطباع حتى أنني لا أذكر أنه ابتسم لي أو لأمي يوماً..، وكانت أمي المسكينة تتفادى اغضابه لألا يضربها أو يضربني او يحطم أغراض البيت كعادته..


ارتديت حذائي ومشيتُ بخطوات متثاقلة للمطبخ حتى اسكب طعام الغداء فسمعت صوت والدي يناديني حيث كان صوته يزلزل المكان من لحظة دخوله قائلاً لأمي:

أين هي قليلة التربيه..


ارتعدت فرائسي وبردت أطرافي وتدحرج قلبي واعتلى الخوف ملامح وجهي وأنا أسمع صراخه ذاك..، ثم خرجتُ إليه بكل طاعة واحترام..


ألقيتُ التحية عليك ليجيبني بصفعةٍ قوية على وجهي أوقعتني أرضاً وبدأ يضربني مع أمي التي ارتمت تغطي جسدي وهي تدافع عني..


وبعدما تعب والدي من ضربنا حذرني من الخروج من المنزل مجدداً ومهدداً إياي بأن أنسى الجامعة نهائياً..


صعدتُ غرفتي ودموعي تحجب عني رؤية كل شيء حتى السرير الذي بدأت ألتمسه بيدي كي استلقي فوقه لم أره حينها..


وماهي إلا دقائق حتى فتحَ أبي الغرفة موجهاً لي الشتائم..، ثم أخذ هاتفي الموضوع على المنضدة وكسره بكل قوته وكأنه يطعن قلبي بطعنات متتالية..


وحين خرج والدي من الغرفة جائت أمي وهي ترتعش وبدأت تمسح على رأسي وتهدئني قائلةً كلمتها المعتادة "سينتهي كل شيء يوما ما بالموت او بالحياة" 

وأنا كعادتي بكيت في أحضانها لأنني أعلم مقدار معاناتها وصبرها..


إن رفض والدي لجواد لم يكن نهاية العالم بالنسبة لي ولكن النهاية كانت حين سمعت ابي يخبر أمي بموعد زفافي لرجلٍ لا أعرفه..


مونيا بنيو

منيرة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

نظر بقلم عبدالرحمن المساوى

نظر لم أكن يوماً مجهول الهوية أكتب بوضوح.. أروي زمزمية لن تقوم حروب تكتسح شعوب جاهد الشرور تنجو من كروب ربنا أمر بحراً وسماءتقتفي الدروب يخت...