أطلَّتْ نكبتي
قد أطلَّتْ نكبتي فلتنتَصِبْ // يا طريداً من سماها للنَصَبْ
واقمعِ الآلامَ قسراً وارتقي // في جهادٍ لا يُدانى وارتقِبْ
كلَّ عِزٍّ ناهضٍ فوق الثرى // وانتصارٍ يبعثُ الشعبَ الأحبْ
في جنانٍ للحياةِ والدُّنا // تَنشُرُ السِّلمَ الذي لا يُحتجِبْ
تُذهبُ الأشجانَ من عينِ الذي // عاشَ محزوناً لزهرٍ قد غُصِبْ
والدِّيارِ العامراتِ والهوا // والطيورِ والصُّخورِ والسُّحُبْ
والبحارِ والرمالِ والتي // للنفوسِ قد سبتْ والمُنْتَسِبْ
تُذهبُ الهمَّ الذي لا ينتهي // من غريبٍ في زمانٍ مُضطربْ
تنهشُ الأحداثُ لحمى والكرى // والأناشيدَ التي تروي العِنبْ
والكرومَ اليانعاتِ في الذرا // والليالي الساهراتِ والنُّجُبْ
لم يداووا جُرحَ قلبي والنَّوى // بالحُروفِ الواثقاتِ والقُضُبْ
قد أطلَّتْ نكبتي مِنْ يأسِهِمْ // مِنْ صدى الإذعانِ في أرضِ العربْ
مِنْ قُطوفٍ ساخراتٍ تكتسي // موبقاتٍ مُهلكاتٍ كالكُرَبْ
لحنُهمْ قد هدَّني في مِحنتي // شعرُهمْ قد صارَ أوتارَ الطَّرَبْ
لا أعاني مِنْ جدارٍ صدَّني // أو كلابٍ نابحاتٍ أو ذنبْ
أو عيونٍ قاسياتٍ قد رمتْ // قصَّتي من شرِّها كي أنسحِبْ
بل أُعاني مِنْ حُدودي من وجودي // من مكاني من كياني والنَّسَبْ
من أنوفٍ شامخاتٍ قد تراختْ // أو نجومٍ قد هوتْ ترمي الحِقبْ
منْ يرى طفلي بحقٍّ يعتلي // فوقَ مجدٍ لا يُدانى فاقترِبْ
مِنْ يدي من مُهجتي قد أتى // يومُ نصري والأعادي فاجتنبْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق