رحلة الزمن
بقلم : خالد القاضي
✨✨✨✨
ها هو شبح الموت يقترب مني ...رويدًا رويدًا ..يمد يده نحوي ليقتلع روحي ...وأنت لم تصل بعد ....فهل كان الموت رسولًا ناب عنك لتتخلص من كل شوقي وحبي وشغفي بك؟؟ أم أن قلبي يستحضره من شدة ما يعانية في بعادك عنه من ألم وحزن ومرارة وسقم وبؤس إنتظار ...
✨✨✨✨
الثانية عشرة ليلًا هي المنتصف ...هي الحد الفاصل بين يوم مضى ويوم آخر أتى..بين حلم تحقق وآخر تبدد ...والعكس ربما...كانت هي لحظة إنتهاء السحر عن (سندريلا) لتعود كما كانت فقيرة حزينة ،وخادمة مستعبدة تحت أقدام زوجة أبيها الظالمة وبنتيها ...
هي اللحظة التي كانت تتمنى أن لا تصل حتى لا يتبخر حلمها ...هي الساعة التي كانت تتمنى أن لا تدق أجراسها فتحرمها لذة السعادة والحب والأحلام الوردية فتعود كما كانت تتقلب بين الرماد وتتضور جوعًا وتصارع بردًا وتسكب دمعًا....
فهل هي /تلك الساعة / نعاني من وصولها... ونخشى جميعًا من قدومها ...ونتمنى أن يتوقف الوقت قبل أن تصل ...
أم أنها كانت تخص (سندريلا ) لوحدها ..؟؟؟!
✨✨✨✨
لماذا ننتظر مرور اللحظات بشغف ....ننام ونحلم بقدوم الغد ...نعيش حياتنا ونحن نتمنى مرور وقتنا الحاضر ليأتي يومنا القادم وكأن فيه جنتنا ، ننظر كل يوم في المرايا لنتفقد أحوال أشكالنا هل بدأ الزغب ينبت على شفا شفاهنا ...و هل آقتربنا من مرحلة الرجولة ليقال عنا (لقد أصبح رجلًا) وقد نقوم بحلاقة أعلى شفاهنا وذقوننا لينبت الشعر فيها بسرعة ...وقد ندخان ليقال عنا( أننا لم نعد أطفالًا) فيحين وقت زواجنا وكفاحنا وتعبنا وتتعدد مسؤلياتنا بشكل أسرع ..نتحول من معالين إلى مُعيلين ...
وهي تنظر إلى قسامات وجهها على صفحة مرآتها الصقيلة لتتأكد من أنها أصبحت أكثر جاذبية وأنوثة ونضج ، وأنها تخلصت من مرحلة الصغر التي تجعلها بلا شكل بلا معنى بلا تأثير ...تريد أن تكون زوجة وأم ولها بيتها ورجلها الخاص ....كلنا ينتظر مرور اللحظات ..
يأمل أن يكون الغد أفضل من اليوم ومن الأمس ...ينتظر قدوم مستقبله لعله يحمل له في طياته الأفضل ..وفجأة نكتشف وكأننا كنا في غيبوبة أو حلم ...نكتشف أن العمر تفلت من بين أيدينا ...نكتشف أن هناك تجاعيد كثيرة على قساماتنا تظهر كل يوم ...وتحول جذري في لون الشعر من الأسود إلى الأبيض ...نشعر بالوهن ...نشعر بالضعف ..ونكتشف أننا قربنا من النهاية....نكتشف أن تلك اليد التي تكون مرتبطة تارة بالزمن وتارة بالصحة وتارة بالقدر ،نكتشف أنها تمتد إلينا لتنتشلنا من بين الأحياء وتقذفنا إلى عالم الأموات ...نكتشف أننا وصلنا إلى النهاية ولم نحقق إلا القليل من الأمنيات أو الأحلام ...وربما لم نحقق شيئًا .....
المهم أننا في سباق مستمر مع أنفسنا وندور مع عقارب الساعة
ليقطع فجأة الموت الطريق علينا ويأخذنا قسرًا دون أن نلوي على شيء...
✨✨✨✨✨
نحن ننتحر على قارعة الحياة..بيد الوقت ولكن بطريقة إستدراجية وألم تدريجي ممض ولا نشعر بمرورها من شدة ما نكابده ونعانيه...ولا ندرك ذلك إلا حين نلفظ أنفاسنا الأخيرة كآخر بصقة في وجه الدنيا ...ونحن نحاول التمسك بالأنفاس الأخيرة التي تتحشرج داخلنا على شفا الفراق وكأننا نُخرَجُ كرهًا من الجنة... قبل أن نُخلص من أنفاسنا اللاهثة مسجيون على فراش الوداع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق