كلَ صباحٍ توقظنُي الأحزان
تقبلنُي بكرهٍ
يغسلُ وجهي من أثرِ الأحلام
وتطلب مني
أن أنسى روعة ماكان
أن أمحو أمحو
ملامح كلَ منام
أن أشطبهُ من ذاكراتي
أنسى أنسى بشكلٍ تام
لا أتركهُ يلمس روحي
لا أجعلهُ يدخل فيها
أعمق أعمق
فتُصيبُني عدوى الأحلام
وأصيرُ سعيدة مبتهجة
ممتلئة سروراً واطمئنان
***
كنتُ سعيدة ذاتَ مساءٍ في أحلامي
كنتُ أطير
كنتُ أُحلقُ
أعلى أعلى كالعصفورْ
كان الجوُ بديع
والأرضُ ربيع
والفرحُ الغامرُ يملأُني
يملأُ قلبي أحلى سرورْ
وكأنَّ العمر كل العمر وئام
وكأنَّ الدنيا كلَ الدنيا سلام
وكأنّي لم أبكي يوماً
لم أحزن
لم أصرُخ وجعاً
لم أتمزق أو أتالم
أو أتجرع أيَّ مرار
واستيقضتُ صباحاً أستبشر
مبتهجة ثغري بسام
نظرت في وجهي أحزاني
نظرت في فزعٍ
نظرت في كرهٍ
في غضبٍ في شؤمٍ جام
وقالت ياأنتِ
تبدو مرتفعة حرارتُكِ
ماهذا إلاهذيان
كذبٌ هذا
إنها خدعة
هذا لن يحدُث
لن يتحقق في أيِّ زمان
إبكِ ثم إبكِ في صدري
لا تتوقفي أبداً
حتى تُقلع حمى الأحلام
ولاتنسي قولي..
لاتنسي هذا يا أنتِ
كلُ جمالٍ في الدنيا سام
كلُ جمالٍ في الدنيا سام
وبقيت في فزعٍ أحزاني
خائفةً
في قلقٍ خام
وصارت توقظنُي صباحاً
وتقبلنُي
تستجديني
تستعطفنُي
كي أنسى روعة
كلَ الأحلام
وكلَ مساءٍ
تتوسلنُي
تترجاني
تستحلفنُي
ألَّا أتركها وأنام
تُعانقُ روحي
تُشعلُ صدري
تقددُ قلبي على جمرِ الأحزان
وتنكشُ أعشاشَ الأفكار
توقظها من أحلى سُباتٍ
وتُحرضُها على الطيران
فكرةْ فكرةْ
كسربِ حمام
لكني أعصيها
رغماً عن ذلك أعصيها
أعصي الأحزان
أرفضُ في فكري
أيّ نقاشٍ
أيّ حوارٍ
أيّ كلام
وأعلكُ قلبي الناضج
وأخمدُ في صدري النيران
و أُودعُ مخدعِها
أُودعهُ سراً
ثم أنام
وكلَ صباح توقظنُي
مُرغمةً توقظنُي
كلَ الأيام
وتطلب مني أن أنسى
كلَ الأحلام
يُفزِعُها بُعدي
ترفضُ هربي
تأبى مغادرتي
تخشى أن يأخُذَني منها
جمال الأحلام
هي لاتخشى عليَّ
دُور البرد
لاتخشى حمى وزكام
لاتخشى دمعي
وجعي
قلقي
غضبي
سخطي
لاتخشى مرضي
حتى وإن كان السرطان
تخشى أن أتركها
وأحيا بعيداً في إستجمام
أن أرفض يأسي
قطعاً قطعاً
أترك سخطي والأوهام
وأظلُ أُقاومُ وأُقاومْ
معلنةً شغفي للأيام
أن أسموْ أسموْ
حتى أبلغَ كلَ مرامْ
أن أسعدْ
أفرحْ
أمرحْ
حتى وإن كانَ منام
لكن رغماً عنها يحدث هذا
قسراً قسراً
كلَ مساءٍ
يحدث هذا
في أحلامي
طولَ العام
لذا تطلب مني
أن أنسى هذا كلَ صباحٍ
أن أنسى كلَ الأحلام
خولة أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق