رماد العزلة
دخلت سقيفة صمتها .
انزوت في رماد عزلتها .
فتحت كتاب جرحها .
هاج و ماج حنينها .
تحسست قلبها البارد .
بحر القلق يشتعل .
زمن ولى .
زمن حائل .
زمن مجهول .
مر العمر.
رحل من كانوا هنا .
تحسست صدرها .
رحلوا .
و تركوا ,
آثار غيمهم الغزير.
يطوق جيد الروح .
خريف خائر .
يتدلى ,
على مقصلة الحزن .
عصفورة عانس الحب .
تسقط ,
من شجرة الخوف .
ريح صرصر.
تعري أشباحا ,
عالقة في سماء الوحدة .
نظرت من شرفة عزلتها .
غربان ممعنة في السواد .
تحلق في سماء روحها .
شمعة ,
تكابد صمت القبور.
و لا يكاد نورها يشع .
في سكة مهجورة ,
لقطار رحل من زمان .
سقطت ساعة .
تطايرت عقاربها .
في اتجاهات مختلفة .
اشتعل الجرح .
مطر ملوث بالخوف و الضجر .
ينقر عين روحها .
تمعن في وحدتها .
توثق خدلانها .
تسافر في دمعها .
تنشر سوادها ,
على صمت القبور .
كأسك يا حزن مترفة بالجراح .
مولغة في الجحيم .
رحلوا .
و تركوا خناجرهم ها هنا .
تحسست صدرها المتشنج .
من نافذة شباك عمرها ,
تنظر للمدى الغائم .
على صخرة سائبة .
قرب بحرمجهول .
تنظرلتجاعيد روحها .
تسبح في مياهه الراكدة .
تنسج غيمة من صقيع عمرها .
و تتلفع بكوابيسها المشتعلة .
تنظر خلفها .
تنظر أمامها .
لا احد هنا .
لا احد هناك .
تغلق عينيها .
و يجرفها الشرود ................
إدريس سراج
فاس / المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق