الرّسالة التّاسعة عشر إلى ميلينا
ميلينا
قبل أن أكتب إليكِ
لا بدّ لي أن أقدّم اعتذاري
لكلّ مَن خفق قلبه مرّة
فظنّه العشقُ
يدعوه للإبحارِ
و لكلّ أنثى
ذات صبيحةٍ أزهرتْ
كورود أيّارِ
تحمل في يُمناها
قاموس مفاتنها
و في يسراها
باقة من الأشعارِ
تحتضن الحبّ داخلها
لؤلؤة و ترقدُ
في شعاب المرجان
كالمحّارِِ
عذرا إن قاطعتُ
أحلامكم البريئة
و نسفتُ مشاعركم
كالإعصارِ
فمِن تَوْقِي صنعتُ لها طوقا
هي الأنثى الوحيدة
و تدعى ميلينا
لا قبلها بلقيسُ
و لا عشتارُ
ميلينا
قبل أن أكتب إليكِ
لا بدّ لي أن أقدّم اعتذاري
للفلك السّابحة
في الفضاء من سنين
حامتْ بخصركِ مرّةً
فأصيبتْ بالدّوارِ
وللّغة و قد عجزتْ
أن تضع النّقاط على الدّوائر
و سواد اللّيل
على الرّمش البتّار
لا لغة تكتبكِ ميلينا
على الملإ أعلنها
و لو قتلوا بنات أفكاري
لا لغة تكتبكِ
لا لغة تصفكِ دماري
ميلينا
قبل أن أكتب إليكِ
دعيني باسمي
و باسم كلّ الكائناتِ
كلّ الموجوداتِ
أقدّمُ لكِ ٱعتذاري
فغمامتي الصّغيرة
ما عادت تتّسع لأمطار عشقكِ
و هي مهدّدة بالإنفجارِ
و لغتي مرآة مشاعري
ما عادتْ تكتبكِ
و لا تطفئ في غيابكِ ناري
ميلينا
رجائي كلّ رجائي
أن تجتثّي عشقكِ من أوردتي
و من حقول الجلّنارِ
آه يا خلاصة العمر
بكلّ جوارحي
جئتكِ معتذرا
فهل تقبلين ٱعتذاري
بقلمي حسن المستيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق