الاثنين، 19 يونيو 2023

الرسالة التاسعة عشر إلى ميلينا بقلم حسن المستيري

الرّسالة التّاسعة عشر إلى ميلينا

ميلينا
قبل أن أكتب إليكِ
لا بدّ لي أن أقدّم اعتذاري
لكلّ مَن خفق قلبه مرّة
فظنّه العشقُ 
يدعوه للإبحارِ
و لكلّ أنثى 
ذات صبيحةٍ أزهرتْ
كورود أيّارِ
تحمل في يُمناها
قاموس مفاتنها
و في يسراها
باقة من الأشعارِ
تحتضن الحبّ داخلها
لؤلؤة و ترقدُ
في شعاب المرجان
كالمحّارِِ
عذرا إن قاطعتُ
أحلامكم البريئة
و نسفتُ مشاعركم
كالإعصارِ
فمِن تَوْقِي صنعتُ لها طوقا
هي الأنثى الوحيدة
و تدعى ميلينا 
لا قبلها بلقيسُ
و لا عشتارُ

ميلينا 
قبل أن أكتب إليكِ
لا بدّ لي أن أقدّم اعتذاري
للفلك السّابحة 
في الفضاء من سنين
حامتْ بخصركِ مرّةً
فأصيبتْ بالدّوارِ
وللّغة و قد عجزتْ
أن تضع النّقاط على الدّوائر
و سواد اللّيل
على الرّمش البتّار
لا لغة تكتبكِ ميلينا
على الملإ أعلنها
و لو قتلوا بنات أفكاري
لا لغة تكتبكِ
لا لغة تصفكِ دماري

ميلينا
قبل أن أكتب إليكِ
دعيني باسمي
و باسم كلّ الكائناتِ
 كلّ الموجوداتِ
أقدّمُ لكِ ٱعتذاري
فغمامتي الصّغيرة
ما عادت تتّسع لأمطار عشقكِ
و هي مهدّدة بالإنفجارِ
و لغتي مرآة مشاعري
ما عادتْ تكتبكِ
و لا تطفئ في غيابكِ ناري

ميلينا
رجائي كلّ رجائي
أن تجتثّي عشقكِ من أوردتي
و من حقول الجلّنارِ
آه يا خلاصة العمر 
بكلّ جوارحي 
جئتكِ معتذرا
فهل تقبلين ٱعتذاري 

بقلمي حسن المستيري
تونس الخضراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لسنا معادون بقلم مريم أمين أحمد إبراهيم

لسنا معادون ، ولسنا مسالمون .... لسنا مدافعين ، ولسنا مهاجمين........... لسنا نمتلك الشجاعة الكافية ، ولكننا أيضا لسنا جبناء  هناك شيء ما ل...