ضَعفُ الإيمانِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
في محيطِ الكونِ شلّالاتُ عُمْرِ ... مِنْ رُؤى آمالِنا, أصنافِ قَهْرِ
نَقتَفِي شُطآنَها قَصْدَ ارتِيَاحٍ ... مِنْ عَنَاءِ الهَمِّ واستِقواءِ دَهْرِ
لو هِيَ الأعمارُ قِيسَتْ في مَداهَا ... مِنْ مُحيطِ الكونِ ما فازَتْ بِصِفْرِ
إنّها أقدارُنا صِيغَتْ قرارًا ... والقرارُ الحاسِمُ القاضي بِأمْرِ
ليسَ إلّا مِنْكَ يا ربّي و هذا ... منطِقُ المَعقولِ في آفاقِ فِكْرِ
في مَدَى الأيّامِ و الأعوامِ سِرٌّ ... ليس يدري ما بِهِ شَخصٌ لِنَدْرِي
قد يقولُ البعضُ إنّا عندَ عِلْمٍ ... بالذي بالعُمْرِ و الأحداثِ يَجْرِي
لا أظُنُّ القولَ هذا غيرَ ظَنٍّ ... واهِمٍ, فاللهُ مَنْ يَدْرِي بِسِرِّ
عندما نَعْتَلُّ مِنْ دارٍ نُناجي ... قُدرةً نَلْقَى بها دَعْمًا لِظَهْرِ
هكذا بِالضَّعفِ بادٍ إنهِزامٌ ... واختِلاطٌ بالرُّؤى في ظِلِّ أَسْرِ
بينما في حالِ إحساسٍ مُرِيْحٍ ... بَعْضُنا يَنْسَى وقد يَسْعَى لِمُكْرِ
لا يَرَى أنعامَ ربٍّ و العَطَايَا ... فاتَهُ إعلانُ آياتٍ لِشُكْرِ
كلّما ضاقَتْ بنا الأحوالُ عُدْنا ... لِلتَّرَجِّي بعدَ إنكارٍ و كُفْرِ
هذه أحوالُنا إنّا ضِعافٌ ... في مَدَى إيمانِنَا و الأمرُ يَسْرِي
إنْ على بَعْضٍ قليلٍ أو كثيرٍ ... دَعوةٌ للحقِّ لا تَسْعَى لِأجْرِ
قُلتُها لِي قبلَ أن تَسْعَى لِغَيرِي ... كُلُّنا في مِحْنَةٍ مِمَّا سَيَجْرِي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق