جفّت الصحف.
ونضب مداد المحابر.
وغصّة تدمي القلب.
وتحجّر الدمع بالمحاجر.
فما عاد الأسف يجدي.
وما عاد الكلام يشفي.
فالأمر بيد القادر..
فلا تعجب لأمري.
إذا مارأيتني أبتسم
رغم جرحي.
فأنا المطعون
على ألمي أكابر..
ألستم أنتم من أرغمنا
ودفعنا على الهجرة.
وأن نترك بلادنا ونسافر.
عندما يصبح العيش
والموت سيان.
فلا سبيل إلا ركب المخاطر.
حجبتم عنا الشمس.
وغطيتم ضوء القمر
فلا النور يصل شرفاتنا
فنهارنا ديجور وسافر..
ووقفتم كالناطور على
لقمة عيشنا.
وشربة مائنا
وسكرتم كل المعابر..
وتركتونا سلعة رخيصة.
بيد تجار البشر .
ولكل سمسار ومقامر..
موت إثر موت.
حتى غصت المقابر..
وجثّة خلف جثّة.
إبتلعها جوف البحر.
فلا هي كفنت ولا دفنت.
ولا صلّي عليها ..
ولا أقيمت شعائر..
لا تثريب عليكم إخواني.
ولا إثم.
فأنتم من سلالة الإعراب.
كابر عن كابر..
فأنتم من أمر
بصلب المسيح.
وحرق إبراهيم
وعقر الناقة.
ورمى يوسف بالجب.
ليلتقطه مسافر عابر..
وأنتم من رمى بالزنى
أمنا عائشة والبتول.
وكذب الرسول.
وقلتم عنه إنه بساحر..
فلا تثريب عليكم.
فنحن بزمان سكت به الحق.
وعلا صوت كل فاجر..
ومفتينا يفتي بما أمر.
من حاكم فاجر...
وعالمنا قد عصب لسانه..
وزنديقا يخطب على المنابر..
فغداً كيف تقابلوا ربكم ..
بأي عذر وأي حجة..
فلا قبلت لكم صلاة ولاحجة..
ألا ترون تلك المناظر..
ألم تصحّي مامات عندكم
من ضمائر.
ألم تطرق أسماعكم..
بكاء اليتامى.
وصرخات الثكالى والحرائر..
والله مادخل الجنة .
من بات شبعان.
وجاره جوعان.
وهو يدري وقادر...
وتالله لو أخرجتم
زكاة أموالكم.
مابقّي جوعان
ببلاد المسلمين سائر.
....
جرناس حوران ابوشاكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق