عتاب الدهر
لاتحدو حدو حادي الركائب
إذا ماشدت حرابها النوائب
أحقا تسلم نفسك سلم الردى
فلا تعجب فليس من العجائب
إن تمكنت ملأت بغيرك عيونها
أنت العوالي وغيرك عتاق شواذب
وأصبحت في العلياء لاشأن لها
بمن جهد لها وتحمل المتاعب
وما راعني قولها حيث أنا صلب
العريكة وغيري دموعه سواكب
إذا سئلوا عن صاحب الشأن
لايهزه ندب الحمام النوادب
فلا موقف تَسْوَدْ منه قلوبنا
ولا حدث تَبْيَضْ منه الحواجب
لئن كنت أذرف الدمع حزنا ولوعة
آن أن تئن القلوب من المصائب
ويا أسفا كم أهديتها إبتسامة
وهي تضمر المكر حولي غياهب
وإن طلبت يد المجد والعلا
قلمك يكتب ماتحمله الحقائب
يقول الضمير لو تعزيت بنبلك
كل عزاء يصيبك يحسب كاذب
وما طرفي إلا كألحجر الجلمد
لاتجمد العينان والقلب ذائب
لاتسمح المقلتان بالدمع ناضح
ولو غطت الجفون ثقل السحائب
تحدثت مع الليالي عن ضيمنا
وتطرقنا لحمل الهموم والعواقب
نصائح الدهر وهو لي محارب
يتشدق في عتابه ولا يعاتب
د. عبدالواحد الجاسم
18/6/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق