الرّسالة العشرون إلى ميلينا
ميلينا
للمرّة الأولى
تخذلني الكلماتْ
و تفرّ على دفتري
الحروف فزعة متصادمة
كأنّها في ساحة الوغى
تحت مرمى الرّماتْ
و قلمي المبتور
من يسعفه في غيابكِ
غير العَبراتْ
لآخر مرّة أكتب إليكِ
يا مَن رسمتْ تفاصيل سعادتي
و في لحظة خلطتْ ألوان الحياةْ
لآخر مرّة سيغزو
نور الحبّ قلبي
و قد أغلقتُ نوافذه
أوصدتُ أبوابه
على الحاضر و الآتي
ميلينا
لا حبّ يعلو حبّكِ
يا عبق الورد
سليلة الدّرر
يا امرأة أشتاقها
شوق الضّرير للبصر
ساكنة أنتِ بداخلي
تقلّبين كطفلة
فصول حياتي
تتمايلين كالرّيشة مع الوتر
ميلينا
لا سحر بعد سحركِ
لا الغروب على شرفات الجبال
لا العذارى يغتسلن
في نهر الجمال
و لا رقصة الحزن المستكين
على إيقاع المطر
أيّتها الغائبة الحاضرة
كيف ألملم فيض أشواقي
و أنا أمسح الأحمر الكرزيّ
عن الثّغر العطر
ميلينا
تنفجر الحروف بين أناملي
كحبّات الفوشار
أنصتي
لتأوّه ريشتي
علّكِ تدركين حجم الدّمار
أيّتها المتشعّبة
في أوردتي بما أصفكِ
كيف يصف الموت
من قرّر الإنتحار
ميلينا
رسائلي إليكِ
لا أريد أن أنهيها
فأنا أخشى التّقاعد في الحب
فهو يغتال حياتنا يُفنيها
وهو كَبَتْرِ العنق
يقبض الرّوح
و الجثّة يرميها
آه يا حبيبتي ميلينا
قد مات بداخلي
كلُّ جميل بعدكِ
و هذه آخر باقة من الكلماتْ
على ضريح عشقنا
لكلّ حسرة و مرارة
ألقيها
بقلمي حسن المستيري
تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق