وجوهُ السعدِ
تناولَتِ الرؤى عبقاً هَطولا // بمجلسِ صُحبةٍ طرقَ الأُصولا
حمائمُ قد تعانقُ في صفاءٍ // بقلب طفلٍ أصابَ هوىً عَجولا
تحصَّنتِ المداركُ في رباها // ترى بسماتِها نهضتْ رسولا
تمايلتِ الغصونُ بلا نسيمٍ // وأدهشتِ الحنايا والعُقولا
تسامرتِ العيونُ وفي سرورٍ // بلا وجعٍ وأنطقتِ الحُقولا
فثارَ عبيرُها قصداً بفيضٍ // مِنَ البسماتِ تُعطيها القبولا
وبالقمرِ الجميلِ نطولُ عِشقاً // تَهامستِ الشِّفاهُ رختْ سدولا
علتْ وجوهُ السعدِ وفي ضياءٍ // فتعانقتْ ضَحِكاتُهمْ وجَلَتْ اُصولا
وجاءَ يُضيفنا من غيرِ وعدٍ // بألبسةِ الهوى فترى الذُّهولا
مِنَ القسماتِ والنَّقْشِ المقفَّى // وأصبغةٍ تشيعُ لنا الفُضولا
جمالُهُ يرتقي يزدادُ حُسناً // بنورِ سمائنا فبدتْ ذلولا
فراشةُ زهرِنا تختالُ تعلو // فلا تجدُ الورودَ ولا الذُّيولا
فلا تصلُ الليالي بالليالي // فتفترشُ الجدارَ لترى السُّهولا
وقطَّتُنا تموءُ بلا وقوفٍ // تريدُ طعامَنا عَرضاً وطولا
وقهوتُنا بريحٍ لا يضاهى // يشدُّ عقولَنا فوهى الخمولا
وتناقلتِ الأيادي كلَّ خيرٍ // فأغمضتِ العيونَ فلن تصولا
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق