قضت عمرا في تصفح الكتب والمعلقات تنهل من كل معين
كانت تخبرني يوما متى تسيقظ ؟
قبل الفجر لتنظف إستطبل العائلة وتحلب أبقارها ثم تعود للغرفة مسرعة لعلها تنتقى من تلك الثياب ما يسترها وتسير بخطوات مسرعة لتظفر بمقعد بسيارة الكلوندستان الوحيد بالقرية لتلتحق بأقرب بلدية بها حافلة لتقلها إلى المركز الجامعي هي رحلة روتينية دامت أربعة سنوات لتحصل في النهاية على شهادة بها تدخل الحياة وتودع أيام الإستلاب التي كانت تتنفسها كل يوم في محطة الحافلة التي تشبه كثير إسطبل القرية
فيه تتجمع كلاب القرى المجاورة بكل أنواعها هكذا حدثتني
النبشية حتى إسمها تتقزز منه وتلعن شهادة الميلاد وضابط البلدية الذي امضى هذه الشهادة ألم يشاهد التلفاز ألم يسمع للست أو وردة أو ميادة أو ...
كان عليه أن ينتقي من ذلك الإنجيل الذي يفرض الأسماء
وشوارع المدينة وأسماء كحسيبة ولالة فاطمة نسومر .....
كان التخرج بداية رحلة جديدة لها تحلم بمنصب تعيل به الأسرة التي حل بها قحط مصر أيام سيدنا يوسف عليه السلام مات من البقر وبيع بعضها وأغلقت دائرة الفرج أمامها إلا عقد عمل محدود المدة عند صانع الحلويات ثم عقد آخر بمصالح البلدية ولم يكن الوالد ممن بايعوا رئيس القبيلة الذي تحول بقدرة سحرية الى رئيس البلدية حرم الأب من كل مساعدة وتدخل أهل الخير للتخفيف عنه وتروي النبشية حياتها مع عقود الذل والمهانة ما يدمي العين قبل الفؤاد لولا تلك الأمسية الشعرية التي تقام بمناسبة زواج شيخ القرية للمرة الرابعة مع قصيدة التصوف لرابعة العداوية ولما أطبق الحظ عليها وذاقت
مرارة الحياة تبسم الحظ لها أخيرا بأمير الصيد الذي مر على تلك القرية البائسة ونسيت عقود التشغيل و(لاصاص)
كلها رسائل مشفرة تبيح إستغلال كرامة الإنسان وتقدمه إلى مقصلة الجلاد إن أصعب عدو هو ابن جلدتك أم الغريب
سوطه يسبقه التجلد والصبر تقول النبشية وتسيل الدموع
دون عودة ولا نظرة إلى الخلف حتى وإن تحولت القرية الى فلوريدا .
بقلمي : البشير سلطاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق