بقلم الشاعر إبراهيم العمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد يجعلني تعيسا
لو أنني دققت على أبواب كل الناس
ولم يفتح لي أحد؛
ولكن يجعلني في منتهى اليأس
حين أفتح بابي لكل الناس
ولا يدخل أحد ..
ويجلس على مائدتي
ويشاركني رغيفي وزيتوني.
قد يجعلني حزينا
لو أنني مررت بكروم العنب والتين ..
ولكن أصحاب الأشجار
لم يسمحوا لي بعنقود عنب أو حبة تين؛
ولكن يجعلني في منتهى القنوط ...
لو نزعت أسياجي وأسواري ..
وتركت كرومي وأشجاري
وأغصانها تطال الأرض ...
من ثقل الفواكه والثمار,
والناس جائعة وسط الأسواق ...
ولكن أحدا لم يقطف ما يشتهي
ويأكل حتى يشبع.
أنا قد يحزنني
عندما يطفئ الناس فوانيسهم في دروبي؛
لكن يبكيني
عندما أحرق نفسي لكي أضيء للناس..
فيدوسون على جسدي
ويمشون في الظلام.
قد يتعسني
عندما ينسى الناس كل حسناتي
مع أول غلطة صغيرة أرتكبها
بحسن نية وقلب نظيف؛
ولكن يجرحني في الصميم
عندما أسامح وأعفو
وأغفر للناس
كل غدرهم وخياناتهم وخبثهم وسوء نواياهم
وأفتح لهم قلبي على مصراعيه
وأمدّ لهم يديّ بالمحبة
فيشيحون عني بوجوههم
ويديرون لي ظهورهم ...
ويبتعدون.
ـــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق