الكاتب/ د. محمد أحمد محرم
……………………...
في هذا الصباح
كنت نشيطا وحيويا
في هذا الصباح
لعلكم لا تعرفون النشاط، يا سادتي الضباط
وان عرفتموه، فهو ليس نشاطي
أيضا نشاط كما المعتاد
لم أدخن سيجارتي
كانت عندي بعض الأسباب
يوقظني السعال ليلا والناس نيام
أدخن لفافة تبغ رخيص
تتفرقع كألعاب النار
وأنفث الدخان كمسافر
في قطارة هندية عجوز شمطاء
ويعود السعال لنفس المنوال
أنا أمشي على الأقدام
لم أحظ بركوب الحافلة
لكن نشاطي لا يطفئه الصيف ولا حرارة الشمس
نشاطي يطفئه العودة خالي الوفاض
احلم أن أقبض فتات المال
لأعود غدا بنفس النشاط
أما أنتم ياساداتي النواب
أحذيتكم لامعة لاتطئ الازفلت
حتى لوتاقت أن تتمرغ بالتراب
تنزلون الدرج المطعم بالرخام
وسياراتكم الرابضة على الباب ككلب بوليسي
يحرس باب الدار
في أيديكم شغفه مفتاح
بالأصبع همس الأزرار
كالضغط على الزناد
تتفتح أبوابها
كأفتح يا سمسم
ويدور المحرك الرنان
دون دخول المفتاح
فتنطلق داخل حوش الجهاز
تسابق الريح والغزلان
لتصل إلى باب البريد بثوان
ونحن لا زلنا نسافر على الأقدام
وقت هروب الحافلة
نقطع خمسة كيلومترات
في ساعتين بتمام
يأتي دورنا وقد نفد المال
وكل دورة تمر علينا يفوزون بها
فمسكنهم قرب الشباك
عند النافذة بل جنب الباب
ونحن لا زلنا نتأخر عن لحاق الميعاد
لأعذر لنا على الإطلاق
لا بد من أن نحصل على بركات البراق
لنهزمهم عند الباب
ويذوقون يوما واحدا من الخذلان
ويفسحون لنا بعض الأوقات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق