لسانُكمُ المَطيَّةُ كالجَوَادِ // فلا يأتي المَفاسدَ في العبادِ
فكم للناسِ ألسِنةٌ شدادٌ // تهدُّ الخافقينِ وفي اتِّقادِ
وتكتملُ الضغائنُ من لسانٍ // وقد نطقَ الرذيلةَ بانقيادِ
لِغِضْبةٍ قدِ اكتوتْ بجورٍ // بشيطانِ القبائحِ والفسادِ
فذِكرُ العِرضِ لا يأتي بخيرٍ // وقد جلبَ المهانةَ للنِجادِ
فأورثَ في الكيانِ دروبَ زورٍ // فتعصفُ بالجذورِ وبالرَّشادِ
وكلُّ مَنْ سقى مُرَّاً بظلمٍ // سيُسقى بالمَرارِ وبالسَّوادِ
فَرَبُّ الكونِ لا يرضى لفِسْقٍ // دوامَ فجورٍ بكفِّ عادي
فكلُّ مَنْ أساءَ إلى العِبادِ // يلاقي ما يليقُ مِنَ الشِدادِ
ففي الدُّنيا عِقابٌ مِنْ عظيمٍ // وفي الأخرى يناديهِ المُنادي
على عينِ الخلائقِ والبرايا // ليُسقى ذلَّةً في كلِّ وادي
ولن ينجو مِنَ الاسفافِ قطعاً // فعِرضُ الناسِ يُحمى بالزنادِ
فيفترِشِ المصائبَ والمنايا // ويبقى كالطريدِ بلا عمادِ
وتنقطعُ اللحائمِ بينَ قومٍ // مِنَ الأرحامِ تهوي للعنادِ
فلا صُلحٌ يفيدُ ولا وسيطٌ // ففي القلبِ الجرائرُ كالجرادِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق