ولا أريدها من خارجي …اريدها بسبب سلام في قلبي أو وضوح في دربي …أحب تلك البهجة التي أحسّها وأنا أرى وجه البحر ممتدّاً لا يأبه بالعاصفة …قبل أن أعوم فيه
..أحبّ النظرة الأولى لكلّ شيء ….قبل الإنغماس فيه ….وأن انتهي منه كشيء غيره أعود لنفسي ....... .
….أحبّ ذلك المعنى الذي تؤدّيه المشاهد …أحبّ طفلاً شجاعاً يمشي في الليل …,وسجيناً في زنزانة ضيّقة يقولون له : لا تشرح الحق ...فيقول : بل في الظلام أُسجَن هو أطهر لي .
...................أحبّ قاضياً عادلاً ,, أرغموه على الظلم فاستقال …أحبّ فقيراً لا ينادي إلّا الله …و طائراً يعلو ويعلو في الآفاق ولا أكاد أراه ….وأحبّ شابّا يمشي في الشارع المزدحم يمسك كتاباً ..فيرتطم بالمارّة كلّ حين ويعتذر إليهم …لأنّه سجين العلم لا يرى غيْرَه … .
…أحبّ شهماً لا يختبىء ممّن يناديه ….وشاعراً يطول الكلام من نفسه كأنّه ماء زلال ….وتُدفَن نفسه الجميلة في الأرض ويبقى ضوؤها بعده ...تُشِعُّ كالمصباح .
..أحبّ كلّ أولئك الذين تفوّقوا على أنفسهم : أحبّوا السماء وعلَوّها ومَن فيها …وكانوا في الأرض غرباء كغربة ماء يجري مشتاقاً للبحر …أحبّ الذين يعودون طاهرين إلى بيوتهم في الجنة ….لم تلوّثهم كلّ تلك القاذورات التي كانت تملأ الأرض
.
.
عبدالحليم الطيطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق