الثلاثاء، 18 يوليو 2023

أنتَ سعادتي بقلم شحدة خليل العالول

أنتَ سعادتي*
نظرْتُ إلى السماءِ وفي ابتهالِ // لأشكو للذي يدري بحالي
صنيعَ الماكرينَ بغيرِ حَقٍّ // وأسنمةَ القُساةِ بلا قتالِ
وأحثو مِن ترابِ الأرضِ طوراً // لأُلقي بالسَّوادِ وبالمحالِ
فأعثرُ وفي دروبٍ شائكاتٍ // وألتهمُ المواجعَ كالجِمَالِ
فقد غابَ الحبيبُ وفي زمانٍ // أناختْ راحتي وسقتْ مِلالي
وأقلعَ من ثراها كلُّ حبٍ // إلى نفقِ الحياةِ وإلى الجَمالِ
فبتُّ وفي الصقيعِ بلا غطاءٍ // أعاني لوعتي وشُرودَ بالي
فأنْتشي إذا طرقَ المنادي // فضاءَ مرابعي وجرى سؤالي
عنِ الأحوالِ عن كلِّ الثنايا // وعن نفسي المريضةِ والعِيالِ
وترتسمُ ابتسامةُ مَنْ بحزنٍ // تدثَّرَ والكيانُ إلى زوالِ
فلا عَرِفتْ نواظِرُهُ ابتهاجاً // ولا دمجَ الحقيقة بالخيالِ
تناثرتِ الهمومُ بلا سُدودٍ // وأينعتِ المآسي في اشتعالِ
وأيقنتِ النفوسُ بأنْ سَيَبْلى // شموخُ منِ استقاموا للنِزالِ
فأشْرِعَةُ الغرابِ كما البلايا // وألسِنَةُ الخُصومِ كما النبالِ
وأنتَ سعادتي وصفاءُ روحي // ولا ألمٌ يزولُ بلا فِعالِ
وكلُّ الفعلِ عودتكَ إلينا // معافىً من فراقكَ للنَّوالِ
فجاءتْ بُشرياتكَ كي تداوي // مِنَ الجُروحِ قِسطاً والجَلالِ
وتحمي ما تبقى من وجودي // وتُحيي كلَّ مُبْتئسِ الوصالِ
لكي أتسامى وفي صُعودٍ // إلى الأفقِ البعيدِ وإلى الجبالِ
فقد فرِحتْ دروبي والحنايا // وأكتافي تعالتْ كالهلالِ
ورأسي قد أطاحَ بكلِّ وهمٍ // وأطرقَتِ الحياةُ بلا انشغالِ
فدكْتوراتُ ابني لا توازى // بكلِّ مفاخرٍ تُرضي خيالي
هو القمرُ الفريدُ بلا مثيلٍ // فهلْ تركَ النجومَ إلى ارتحالِ
وأدهشَ مِن سناهُ كلَّ عقلٍ // بأبحاثٍ شِدادٍ كالمُحالِ
ليروي عَالَمَ الدنيا بفضلٍ // ويبعثُ للحياةِ وبالحلالِ
فبالنجاحِ قد نَشَدَ المعالي // وبالثباتِ في صبرِ النضالِ
ويبقى للبرايا خيرَ عونٍ // بعلمِ مثابرٍ جَلِدِ الخِصالِ
فماجدٌ بقوَّةِ مَنْ تفانى // يرقى في السماء بلا جدالِ
وأرجو أن يعودَ لخير أرضٍ // تُباركُ جُهدَ مَنْ يبغي المعالي
لأهلهِ والبلادِ بلا قيودٍ // وتنتصرُ الفِعالُ على المقالِ
*بمناسبة حصول ابني عبد الماجد على درجة الدكتوراة من الجامعات التركية
شحدة خليل العالول



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

صلوات النبي بقلم عبدالرحيم العسال

صلوات النبي ( صلى الله عليه وسلم)  ========== وهممت أكتب حاجتي فوجدت أقلامي دنت والحرف مني سائر نحو السطور بلا عنت ووجدتها قد سطرت نورا تلأل...