تجسَّد بي كإنسان
تَبَّاً لكلِّ هذا الحزن الذي
يلازمني عقوداً من حياتي .
تَبَّاً لكلِّ هذا الحنين
لمن هجرني طوعاً
أو كرهاً قبل مماتي .
تبَّاً لكلِّ قيودي التي لا تتحطَّم
مهما ضربتها بمطرقةِ عزمي .
تبَّاً لكلِّ ما لا استطيع البوح به لأحدٍ
تبَّاً لكلِّ دموعي التي
صارت كمطر المواسم غزيرة
تنسكبُ سكباً
فتغلبُ أبوابَ تجلُّدي
تبَّاً للحبِّ الذي لا يرسو بداخلي.
كيف كان الليل يخيف الطرائد ؟
كيف يستثير المياه بنفسي ؟
كيف كان بنفس البراعةِ
وهو يمرِّرُ لسعةَ بكاء ؟
ويرسم لي قُبَّراتٍ
يقفنَ على خيطِ ضوء ؟
يا صاحبي قل لهم
يا صاحبي الذي لا يريدُ مني شيئاً
تعال وانظر إلى رقبتي
لقد آذاني الرفاق .
منهم من يجذبني من فوق
ومنهم من يجذبني من تحت .
ومنهم من يجذبني عن يمين
ومنهم من يجذبني عن شمال .
وأنا بشرٌ ضعيفٌ
لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضَرَّا.
قل لهم :
ليفلتوا رقبتي
قل لهم :
ألاَّ يطفئوا شمعتي .
واتر ك هذا الليل ينتصفُ
ونم إلى جانبي
طفلاً، قمراً، أملاً
كأنك غيثُ سماء
عُد إليَّ كقادم من موته
تجسَّد بي كإنسان .
أنور مغنية 18 07 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق