ـــــــــــــــــــــــــ
ما أصعبها من كلمة تهتز لها الروح، ويهزل الجسد لفراق يتماثل بفراق الأحبة تحت التراب واشتياق يهز الأبدان، ودموع تسيل مع الذكريات..
دعوات ترفع إلى السماوات وطلب المغفرة والرحمة لقلوب رحلت، ولكنها باقية في ثنايا القلب مسكنها.. مغروسة إلى الموت لا تنفك عن الروح إلا بخروجها لرب الرحمات..
وهذا هو فراق الأموات وهم السابقون ونحن اللاحقون "ويبقى الحي الذي لا يموت" وليس لنا يد فيه..
وهناك نوع آخر من الفراق..
فراق أهل أو أصدقاء أو أحباب وهم أحياء
وهذا الفراق يحدث نتيجة للأقدار، ولكنه نبع من قلب قرر واختار..
قد تخور القوى في بداية الأمر، وينتج عنها تحبط وتشتت كشعور التائه في الصحراء لا زرع، ولا ماء، ولا مأوى، ولا غذاء!
وأيضًا قد يزيد ذلك البعد لدى البعض حبا، ويروي العطش بماء مذاقه عذب مع تذكر مواقف، وضحكات، ولوعة الاشتياق..
أو البعض يتأقلم مع الوضع بأنه كان يعيش بوهم كاِتباع التائه للسراب الذي لا يصل لشيء فكان حتما الفراق..
أو بأن البعض يتغير ليصبح شخصا آخر محاولًا البقاء بالدعاء ورفض الاِستسلام باِلتزام الصمت، وتسكين القلب بالصبر كأنه جاء اصلاحا وتهذيبا لتعويض الخسارة بقادم فيه القبول والوفاق..
والبعض يتغير يصبح شخصا آخر يلتزم العزلة، ويرفض الانخراط مع المجتمع يرفض الحوارات ويتلاشى المعاملات حتى مع الرفاق..
وكلها نتائج قد يراها البعض سلبية، برغم الألم نتخطى ونتناسى "لا يحملنا الله ما لا طاقة لنا به" كلٌ يتحمل بقدر قدراته وقوة تحمله وصبره على بلائه..
أتت تكسر لتجبر وتمرض لتداوي..كم من صلابة جاءت بعد ضعف، وكم من قوة جاءت بعد غدر، وكم من احتواء جاء بعد خواء وكم من اطمئنان جاء بعد خوف..
كم من أشخاص صاروا أقوياء إلا بعد اِجتيازهم مثل هذه الابتلاءات كالاختبار وتم اِجتيازه بنجاح وبفضل الله اندملت الجراح من ندبات باتت من وجع الفراق..
بقلم منال صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق