سقطَ القناعُ وأشهرَ الأسنانا // وبَدى الوجودُ كغابةٍ قد هانا
فالدينُ يذوي والمروءةُ أقلعتْ // والنفسٌ خُزنٌ قد علا أدرانا
وتلاقحتْ فيَّ المآسي واللظى // أين الطريقُ وبالهُدى قد كانا
أَلَمٌ يُحطِّمُ هامتي في خِسَّةٍ // تُجري الهوانَ وتَقتلُ الإنسانا
في فرحةٍ من قاتلي أو صامتٍ // يلهو برفقٍ كي أري الأحزانا
يا قاتلي لستُ الأسيرَ لدينِكم // فنبيُّكم سقطٌ يشي شيطانا
هو آمرٌ في فِعلِكم لا ينتهي // حتى يُميتَ الحقَّ والأذهانا
لكنَّ ربي عادلٌ في حِكمِةٍ // تُحيي المواتَ وتقهرُ الأضغانا
في كلِّ نصٍ من كتابٍ ماجدٍ // يهوي الذميمُ ويَبعثُ الإحسانا
مترفعٌ عن ساقطٍ متوشحٍ // لغة البذيءِ وقد أبى الإذعانا
أم من يكبُّ الناسَ في إظلامِها // إلا حصائدَ ما أتى وأدانا
من غيرِ ذنبٍ قادحٍ يصلى الذي // قد فاقَ قدراً أو علا وأبانا
قد صاب عِرضاً كالضياءِ ويكتسي // بطهارةٍ قد تملأُ الأزمانا
يا ويلَ نفسي كم أضاعَ بزلَّةٍ // من حانقٍ يبغي هوىً غضبانا
فاللهُ لا ينسى حروفاً أطلِقتْ // مثل الرَّصاصِ وأثرتِ الأشجانا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق