أبي يا عالي المقام سيّدي
وسيّداً على الرجال في عصري
أبي الّذي أذاب الصخر والحديد طوّعه
وجاب الأرض طولها وعرضها
ليروينا من الأخلاق أجملها
يؤدبنا يهذّبنا
يعلّمنا بأن الخير مفتاحٌ
لباب الغرفة الموصد
أبي كالجبل شامخا
عليه الريح عاجزة
فلا ريحٌ تحرّكه
ولا الصعاب تثنيه
مكافحٌ برغم قسوة الدنيا
يجوب الأرض والمدى
إلى الحلال ساعيا
ليطعمنا ويسقينا
أبي رجلٌ بهي قد قلّ أمثاله
فما من أحد يشبهه
وما من شيء ينصفه
صديقٌ صادقاً قوله
وصادقاً بأفعاله
رفيقٌ طيب الصحبه
جليسٌ خيّر الكلمه
كريمٌ حليمٌ
مسامحٌ على الزّله
يمر الوقت هارباً
قضيت العمر تحمل همّنا حتى
غزاك الشيب والوهن
على خديك ارتسمت
تجاعيدٌ من التعب
كأنها جداولٌ وانهاراً
من الأرقْ
من السهرْ
تحاكي تعبك الممتد
على طوال أيامك
بما أرثيك والرثاء للموتى
أأرثو من يعيش بين أضلعي
ويسكن كلّ ذاكرتي
ويجري كالدماء في شراييني
جزيت الخير والفردوس يا أبتي
وسقيا من يد الحبيب والصحبه
أدهم بصول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق