مالِي أَراكَ وقد عقدتَ الحاجبا
أفلا يَسُرُّكَ أنْ يَزيدوا الرَّاتِبا
زادوه مِثْلاً كاملاً كي يُنعِشوا
متزوِّجاً ولكي يَسُرُّوا العازبا
زادوهُ فَلْتَفرَحْ نفوسُكمُ التي
ذهبت بشكوى النقصِ فيه مَذاهِبا
فتآلفتْ هي والشَّكاةُ كأنما
قد صِرنَ في هذاالزمانِ صَواحِبا
أو أنَّ شكواكمْ غَدَتْ و كأنَّها
طَبْعٌ تَأصَّلَ لا يَكُفُّ مَطالِبا
من قبلُ كُنتمْ تشتكونَ ولم تزلْ
شكواكُمُ مِنْ بَعدُ سيلاً صاخبا
والآنَ قد عظُمَ الغلاءُ فَسِلْعَةٌ
خرقاءُ تدفعُ بالزيادةِ جانِبا
حاجاتنا كَثُرَتْ وإحداها تَفِي
لِتُحِيلَ كلَّ الدَّخلِ مِلْحاً ذائبا
واليومَ قد غالَى الغَلاءُ بِبَغْيِهِ
و أَحَدَّ أنياباً له و مَخالبا
أَبْدَى حضوراً مُفزِعاً معَ أنَّهُ
ما كانَ يوماً نائياً أو غائبا
وحمايُة المستهلكين تجاوزتْ
تُجَّارَنا سِعراً مُخيفاً لاهِبا
يا ليتها تحميهمُ مِنْ نفسِها
وتَحُطُّ عنهم عِبءَ نَصْبٍ ناصِبا
وسعى الفسادُ مع الغلاء لِينهبا
ما لم يجد- عند المواطن- ناهبا
ياقومُ خافوااللهَ إن لم تلحظوا
في هذه الدُّنيا الغشومِ مُعاقبا
**************
زِدتمْ فشكراً للزِّيادة إنَّما
تَعساً لِمَن جعل الغلاءَ الغالبا
هذي الزِّيادة قد تُعَدُّ زيادةً
لو أنَّها جاءت تفوق الواجبا
لكنها يا بؤسَها لم تتَّخذْ
في قَعرِ جيبٍ للإقامةِ جانبا
أرجعتمُ فوقَ الذي قرّرتُمُ
أَحْكِمْ بهِ - منكم - قراراً لازِبا
...................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق