الجمعة، 18 أغسطس 2023

حالة استثنائية بقلم فدوى گدور

{حالة استثنائية}
بقلمي فدوى گدور 

كيف لكَ أن تكون في ازدواجية
 كل يوم ترتدي حلة
أنت الجاني وأنت المدعي 
ومني أنتَ تضجر وتشتكي 
 كل مرة ترفع شكوى 
أنتَ القاضي وأنت المعتدي
بلا مبرر ...تكتب وتحرر 
 بلا دليل... تتمتم وتقول  
كلاما غريبا .. غير معقول
 بأن قلبي عنك مشغول
تتساءل كما المسطول
لمَ لا وقت لدي؟
لمَ أنا في تيه وذهول؟
تزعم أني مع غيرك لاهية
وعن عالمك غائبة 
تمتعض من أشيائي المبعثرة 
تتذمر... تنعتني بالمتأخرة
وأحيانا بالمستعجلة
ومرات عدة بالمتهورة
أصارع التيار ...تائهة
مجهولة المسار...شاردة 
سفني لا مرسى لها 
لا يعجبني العجب 
كما تصفني أنت
يا لك من داهية!!!
الأمر بكل جلية
أنك أنتَ حالة استثنائية
أنتَ سبب كل طفرة وبلية
أنتَ لي الخطيئة والسيئة
أحدثت بي حالة استعجالية
بسببك أنت أنا هكذا
بسببك أنت أنا سلبية
نعم ..لا وقت لدي
أنت من استنزفته
ما أبقيت لي شيئا
لا ساعة لا دقيقة 
ولا حتى ثانية
طيفك عشش في خيالي
لا يبارحني أبدا ولا هنيهة
يستوطن أبراج فكري بلا استحياء 
يجتاحني.. ينكس رايتي عنوة
توبيخك لي...بصخب وبفتوة
ينخر ذاتي يحدث بها شرخا
نعم ...لا وقت لدي 
فنهاري أنت وإن غبت أو حضرت
ليلي أنت وإن أدبرت أو أقبلت 
فكيف يكون لدي الوقت
وخزانة ذاكرتي ملأتها بالفوضى؟
أبيت أرتب التفاهة والوهم
وعند أول شعاع وضوح
تستهزأ مني الحقيقة 
تقهقه في وجهي بسخرية
 تناديني بأعلى صوت : يا ساذجة
كمْ أنت غبية ....لمَ الرضوخ؟ 
تكشف لي الأردية الخلقة
تزيح الستار ...عن بصيرتي المغشية
تتعرى الأسرار...تبزغ الدسائس المخفية
تنهار الثقة كما تنهار الأسوار
تزلزل ثبات كياني كما الزلزال
يعم الخراب بي والدمار ..فأحتار
يفلت الصواب من بين يدي
كما الرصاصات من ثغر البندقية
طلقة....طلقة
تضيع حساباتي المدققة تساوي صفرا
أمام مرأى من عيني
 وبلا قوة مني ولا حيلة
تعلق أمانيّ البريئة
تصلب لأجل غي مسمى
فكيف أكون الثابتة؟؟؟
وأحلامي الوردية 
التي رسمتها بحب وتضحية
لوحة.... لوحة 
بدمي لونتها وزينتها
تتبعثر في لمح البصر 
تشتتها رياح الغيرة
 تبددها كما السراب ..تتلاشى
تصير سوداوية ...رمادية
وأحيانا كثيرة..... ضبابية
كيف أكون المتزنة؟؟؟
ومشاعري الآنية_وليدة اللحظة_
التي أنجبتها بمخاض عسير 
بمشقة وعناء وبعد عقم وجفاء
نبضة.... نبضة ...همسة...همسة
تطمسها ظنونك السيئة
تؤودها تصرفاتك الصبيانية
تستهلك وتبلى وتصبح خردة
آآآآآآه !!!كمْ من ذكرى... ذبلت 
أصبحت ندما وخيبة وحسرة
تتهاوى كما الأوراق الخريفية 
ورقة ...ورقة
تغدو بلا قيمة بلا معنى
كأنها لم تكن أبدا
كمْ من تضحية ذهبت سدى
كما تغزل خيوط الوهن
كما تروي الرمل والحجر 
كمْ من كلمة حب صادقة 
أصبحت في الحلق غصة 
تخنق أنفاسي...تنحر كبريائي
تنهيدة...تنهيدة
كمْ أنا آسفة!!! يا نفسي البائسة
وتلومني وأنت الجاني؟؟؟؟
وأنا باستهتارك ...أنا اليائسة
وأنا بغموضك .... أنا التائهة
أنا الضائعة.....أنا الضحية
فدوى گدور المملكة المغربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

مَنْ زعلك مَنْ بقلم العلاء الرشاحي عدنان عبد الغني أحمد

.........مَنْ زعلك مَنْ....!؟                       ...................  ـ من زعلك ياحبيبي   وأنت لحياتي عمود .. ـ من زعلك ياحياتي   هم ...