قتلُ التَّنِينِ
أحاسيس : مصطفى الحاج حسين.
فخذُ فروجةٍ مشويّةٍ
أحلى من شعاعِ القمرِ
عضة من رغيف ساخن
أدفأُ من كلِّ الهمَساتِ
جرعةُ ماءٍ باردٍ
تساوي خمورَ الشّفاهِ الصّاهلةِ
الجائعُ قد يفترسُ حبّهُ
ويعتدي على قصائدِهِ بالضّربِ المبرحِ
ويمكنُ له أن يخطفَ لقمةً
من حلمِهِ المقدّسِ
الجائعُ أعمى لا يبصرُ الشّمسَ
لا يعرفُ دربَهُ
ولا يتحسّسُ عنُقَهُ
يظنُّ وطنَهُ خبزاً
وصوتَ أمّهِ قطعةَ حلوى
أصابعٌ حبيبتِهِ أطرافَ كعكةٍ
معجونةٍ بالحليبِ
ويرى دموعَ ابنتِهِ بحراً
هائجاُ بالتّمرُّدِ والجنونِ
لا يُحاكَمُ الجائعُ إنْ أكلَ شراعَ السّفينةِ
لا يُحاسَبُ إنْ نهشَ الشّرطيَّ
ولا تُقطَعُ يدُه إن سرقَ الملائكةَ
يحقُّ للجائعِ تحويلَ مسارَ الأرضِ
يحقُّ له إشعالُ النارِ
في بيادرِ اللصوصِ
ويحقُّ له قتلَ التنِّينَ. *
مصطفى الحاج حسين
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق