من وافر
(شغف)
سليم بابللي
{{شغف}}
كَرَعتُ كـُؤوسَهُ شَغَفاً لأنّي
خَشيتُ زوالَهُ سُبُلَ التَّأنّي
و لُذتُ لِخَطفِهِ بِيَدي و عَيْني
طَريداً حانَ مَمْسَكَهُ كَأَنّي
فَضاعَتْ كُلَّ صَيْحاتِ التَّرَوّي
و كُلَّ نَصائحِ الأُستاذِ مِنّي
فما عادَ اهتمامي في أُصُولٍ
و لا ما قَد يقولُ الناسُ عنّي
أنا ظمآنُهُ شَوقاً و حُبّاً
فما للناسِ ما بيني و دَنّي
إذا ضاعَ الغَرامُ و غابَ وَجْدي
فَهَل يُروى فُؤاديَ بِالتَّغنّي
وأقضي صَبوتي لوماً لنفسي
شَريداً بينَ آهاتي و أَنّي
فما سَدٌّ يحولُ لنيلِ قَصدي
و لا مِنْ أُحجياتٍ تَردَعَنّي
و أُنْجِزُ مَقصداً لِعُيونِ عِشقي
وأَشعُرُ مُذنباً إِنْ تَسّأَلني
فكَمْ من أعزُمٍ لانتْ لِعِندي
و كَمْ فَنِيَ المُحالُ و ما أَلَنّي
ظَنَنْتُ النّاسَ في شَغَفٍ لِرَشدي
بِرُشدِ النّاسِ كَمْ ضَيَّعتُ ظَنّي
فما كادَتْ يدٌ تَدنُو لِعَونٍ
بَدا مِنْ عينِها قِنطارُ مَنِّ
و تسخَرُ ما يَدُرُّ لنا هوانا
منَ الأَرباحِ في عِلْمٍ و فَنِّ
إذا ما شاعَ مِنْ فِعلٍ حكيمٍ
لنا قَدِموا بِسَيلٍ مِن تَجَنّي
و يُنكَرُ فِعلُنا و لَهُم يُزَكّى
و يُسرِعُ مَنْ نَفاهُ إلى التَّبَنّي
و بعضُ النّاسِ في شَغَفٍ لِصُلْحٍ
و إِصلاحٍ لِذاتِ البينِ ضَنِّ
تَراهُم بينَ رُوّادِ المنايا
كفوفاً في سلامَتِهِم تُهَنّي
فلا مالٌ يُغَيِّرُهُم لِنَحوٍ
و عِنْدَ القصدِ يَنْفَرِجُ التَسَنِّي
و بعضُ الناسِ في شَغَفٍ لِمالٍ
فمنهم للتّفاخُرِ أو لِكَنِّ
و تَعرِفُهُم بِذاتِ البَذلِ شُحّاً
يُخالُ لِسمعِهِم أصواتَ رَنِّ
و ما مِنْ مَقصَدٍ يُرجى كَعِلمٍ
و لا في مِثلِهِ وَجَبَ التَّعَنّي
فَنورُِ الحَرفِ يَرفعُ شَأنَ قَومٍ
و حَجبُ النُّورِ يو غِلُ في التَّدَنّي
و مَنْ كانت لهُ ناراً لأَمرٍ
تَوَسَّلَ دَربُهُ صَهواتَ جِنِّ
فلا يعيا حِبالاً مِنْ جَحيمٍ
إذا ما أوعَزَ المطلوبُ عِنّي
و لَبّى راغِباً قَبلَ التَّنادي
و قبل القَصْدِ في الإقبالِ و النَّي
أيا مَنْ تَكتَوي شَغَفاً تَقَدَّم
فَما نَيلُ المطالِبِ بِالتَّمَنّي
سليم عبدالله بابللي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق