بقلم/ د. محمد أحمد يحيى محرم.
………………………... …... …….
في قريتي … في عزلتي … في بلدتي
ذات يوم صحو جميل بعد الضحى والشمس في كبد السماء ..
أنظر! يا صديقي وأشير في أصبعي السبابة نحو شجرة التوت المثمرة الوحيدة وأقول ما أحلى جمالها وزاد بالحسن الوان ثمارها كأنها تورد خدي حبيبتي عند لقانا صدفه بلا ميعاد
فهز رأسه طربا وقال بحيله هيا نبتعد عن الشبهة فقلت له صحيح وغنيت بأغنية راشد الماجد (أبعد عن الشر يا عمري وغني له)...
وافترقنا بعد غروب الشمس وعدنا نحو بيوتنا نحث الخطى
(وأضمر في نفسه أن يزورها بعد نص الليل ونحن نيام ليسرق زينتها والقمرمختفي في ليلتها)
أتى المساء بعد العشاء
أكاد لا أرى شيئا سواء في دامس الظلام ولجت من باب غرفتي أتحسس الكبريت وأشعل فتيلة مصباح الجاز لتتبدد ظلمة الليل البهيم الأسود
أقلب أوراق دفاتري المهترئة التي كانت قد تمزقت أغلفتها منذ زمن .. قل مضى عليها قرن أو قرنا اه تذكرت في الحرب العالمية الأولى
أما الكتاب فحدث ولا حرج فقد طاف عند غيري ثلاثة أجيال من البنات كمْ عانق الحسن والجمال وربة على يد الدلال... واليوم كأنه يشتكي لي مر الفراق فراق الظبى والغزال والحمامة كأنه يقول لي احفظني عندك ولاتتركني في اليم أو يأخذني التتار بئس الورد والمورد أمسكته برفق وكنت أقلب صفحاته كأني أرحل واطوف في الأمصار مشي على الأقدام فاقطع الجبال والقفار وامشي السهول وأنزل الوديان الخصيبة وأسبح في الترع واسمع خرير الماء آتيا من أعالي المنحدر به يصف ذهني ويذهب ما يكدر بالي ويتوهج عقلي بفكره تتولد حولها بنات الأفكار التي أكتبها من قلبي وترتاح لها نفسي وتهدأ فيها روحي
أما اذا أتى البعوض الطنان صاعدا هابطا بالجو كأنه بطنين صوته يقول حان وقت امتصاص الدماء من جسمي هنا وهناك وفقدت الراحة والمزاج العال حتى صار كجحيم ولهيب وسهروعذاب أحاول أن اصهره بالجدار بمساعدة الكتاب فتسقط ورقتان كنزول دمعتين من أحداق المقلتين أو كنتف ريشتين من طائر الطاووس كأنه يختال يدوسها قدم القرد الفنان يتبع ......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق