الأربعاء، 13 سبتمبر 2023

فادي الجزء الثالث بقلم مونيا بنيو

 فادي 3 

الجزء الثالث


ناديته وبجرأتي الغير معهودة

اتريد الجواب : قطعا

ألم تعلم انك تضيع وقتك 

وانني لااصلح لك ولن ازيدك الا هما وفوق هذا

لا استلطف  كل طباعك وتصرفاتك وشخصيتك

وقبل رحيلك لتعلم إنني لا أريد اهتمامك  ولا ملاحقتك

ما انا فيه يكفيني

ولأول مرة أشعر بشيء غريب و أنه مختلف إلى حد كبير 

وكبير في كل شيء

كان ينصت لي باهتمام كبير

ويردد هدئي من روعك ماكنت أنتظر كل هذه العصبية منك

كان ينزع معطفه ثم ساعة يده ويضغط على  رأسه

كأ نه يريد ان يهدئني والندم يقتله

لا تبالي بشيء

كنت فقط امزح معك

قلت له : انت تريد ان تعرف عني الكثير 

لكني لا أريد أن أعرفك 

فرد ببرودة لا يهم

سأغادر قريبا أجلت السفر بسبب حالتي الصحية

ققلت : حسنا

أحس بعدم اكتراثي له

تلعثم وحاول أن يهرب من هذا الموقف 

لم أسأله عن سبب شرحه لاخباره

حاولت أن أوضح له أكثر 

لا أريد الا سعادتك وتوفيقك  سافر وابتعد عن طريقي بقدر بعد السماء عن الأرض

أجاب باستغراب و قال لم هذا الكبرياء الغريب المريب

قلت :

فقط ابتعد عني

اخرج من جيبه هاتفه وقال لي سجلي رقمي رجاءً

قلت : ألم تسمع ألم تفهم ألا تستوعب 

قال لطفا سجلي 

نفذي رجاءً

ترددت كثيراً فأخرج من جيبه بطاقة عليها رقم  وبعض الأدعية

فيها الكثير من  الرموز والألوان الغريبة 

وقال بكل لطف لا تصديني

كنت شاردة وحزينة

تناقض وحيرة واستغراب

تمنيت لو غضب وانصرف وتشاجر معي  وعاملني بنفس طريقتي القاسية وابتعد بكل صمت

ورد اعتباره في كل ماتفوهت به

لم تستفزه حماقاتي وقسوتي

شكرني كثيرا  لإمساكي بطاقته أخيرا

واكتفيت بكلمة سلام

كنت قد ارتحت من اخراج ما بداخلي 

تتبعته بنظراتي كمن يودعه وينظر إليه النظرات الاخيرة

وبمجرد أنه ابتعد عن ناظري

سرعان ما أتلفت البطاقة التي تحمل رقم هاتفه

اتجهت إلى مكتبي أكملت عملي وتوجهت إلى مقبرة الحياة

اهتم بإخوتي الصغار وأراعي شؤونهم 

واهتم بكل صغيرة وكبيرة

فأعالج جراحاً لا تندمل وواقع ارهقني

 ونفسيات لن تكون سوية

يكاد الاكتئاب أن يقتلني

 والضغط أن يشل أطرافي 

والوحدة  كادت أن تفتك بي

وفكرت مرات عدة بالاستسلام

فالخطوب أتلفت اعصابي 

ووالدتي الراقدة على الفراش

تنتظر هاتفا من المشفى يخبرها بمتبرع لها بكليته تطابق

خلايا كليتها المريضة

ووالدي القاسي العنيف إذ ننتظر  معجزة سماوية ليستيقظ من غروره وعنفوانه وجنونه

وذهبت إلى  عملي كعادتي

كونه أكبر عزاء ومقالاتي 

وحالات الضياع والانتحار التي أكتب عنها يومياً

وما إن غرقت  بعملي حتى نسيت العالم من حولي

وإذ بجرس الهاتف يرن في مكتبي إنه أخي يخبرني بمتبرع لكليته التي تطابق كلية امي وأنه راقد بالمشفى بجوار والدتي في غرفة العمليات وأن الأطباء بدأوا بالعملية سارعت بطريقي إلى المشفى وقد اشتد قلقي بين خوف ورجاء 

خوف من فشل العملية 

ورجاء مصحوب بالأمل بنجاح العملية وشفاء والدتي 

وصلت المشفى ذهبت لغرفة العمليات منعوني من الدخول 

وأنا أتجول في رواق المشفى جيئة وذهابا ودموعي تنهمر على خدودي  

ضارعة إلى الله أن اسمع ما يفرحني  في والدتي

وماهي إلى  دقائق حتي رأيت امرأة اربعينية

تسأل باهتمام كبير

فاقتربت كان جل همها أن  تحادثني

القت التحية وسألتني ألست إبنت المريضة

أجبتها من حضرتك وإن كان باستطاعي مساعدتك 

 قالت لي : إن الذي يرقد بجوار والدتك متبرعا بكليته هو ابني 

حضنتها وانا ابحث في داخلي عن عبارات شكر وعرفان 

من تكون ؟!؟!

ومن يكون ذلك الشهم النبيل الذي ضحى بإحدى كليتيه لإنقاذ والدتي؟؟!؟


مونيا.بنيو

منيرة


يتبع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

أطفال الشّرقْ المذبوخة بقلم وديع القس

أطفال الشّرقْ المذبوخة ..!! شعر / وديع القس / قتلوا الطّفولة َ في مرامِ الحاقد ِ واستخدموها درعَ غلٍّ أسود ِ / قالوا الطّفولةَ : روحنَا وحيا...