فادي
الجزء الثاني
تقول :
لأول مرة أتصرف هكذا تصرف
شعرت بالخجل من نفسي
وعلى تصرف لا يناسبني
ولم أختلق اسباب وعيوب
تساءلت كثيراً عن سر
هذا التصرف والنفور الغريب
حاولت أن أحلل ماينتابني
هل حقاً أكره فادي ولماذا ؟!؟!
وذات يوم اتجهت مقتربة منه
وألقيت عليه السلام .
أهلا سما كان سعيداً جداً
فأجبته بنوع من الجدية والنرفزة
أهلاً ...
شعرت أنه يطير فرحاً
كنت أحاول أن أتجنب
نظرات عينيه ورغبته في الحديث
ولهفته التي أنستني مشيتي
و لأول مرة أشعر بهذا الاضطراب
والحيرة وبحرارة وبرودة ليستا في مكانهما
قال : هل لي أن أسالك سؤالاً ؟
قلت : للأسف ليس الآن فأنا في عجلة من أمري والامر عاجل
ما إن ابتعدت حتى لمحته يترصدني من بعيد
ناداني بصوت مرتفع : ستجيبين غداً ..؟!!!
خجلت كثيرا وكرهته أكثر لأنه لفت انتباه كل الزملاء والزميلات
كادت الدموع تنهمر من عيناي
لأنه جريء وأنا أكره هذه التصرفات
وما إن جاء الغد حتى وجدته ينتظرني بباب الثانوية الأمر الذي استغربته
حتى أنه فتح باب السيارة لأنزل
ولمحت الشرر يتطاير من عيون والدي...
كان يوصلني بسيارته فازداد هلعي و اضطرابي
ما إن هممت بالرحيل حتى اعترض طريقي
الأمر الذي ،،اغاظني
ولمح قطرات الدموع تتساقط من عيني وتجاهلي القاسي
الأمر الذي استغربه كثيراً؟!!؟!
وقال : آسف صديقتي
غادرت غاضبة لأن مافعله لن يمر مرور الكرام مع والدي الذي لن يفهم هذا إلا كقليلة تربية .
عشت عقاباً .... وغياباً... ووجع ...
ومرت الأسابيع كلها غيابات متكررة
في أمسية عودتي للثانوية
كان يسألني عن ،سيب غيابي
الامر الذي ما استطيع أن ابوح به
فابتسمت ابتسامة باردة
و ابتعدت دون إجابة
مرت الأيام كنت أتجنبه
وكنا على أعتاب نهاية السنة الدراسية
لكن كل هذه اللهفة والسؤال لم يكن لينسيني عقاب والدي الجائر
حاول فهم حالتي ونفوري المتكرر. و اجتنابي لمعظم الزملاء والزميلات حتي لقبوني بالمتعجرفة
كنت أتجاوز الجميع
دون أن أهتم لأحد وحتى أقرب صديقاتي أبتعد عنها احيانا
الأمر الذي حيّر كل من حولي
وجاء ذات يوم ليودعني
ويسأل سؤاله الذي تجنبته مرات عديدة
لمَ كل هذا الحزن الدفين في عيونك وهذا الخوف الغائر بروحك ونفورك من كل ماحولك
حاولت الهروب من السؤال بسؤال آخر
إلى أين السفر ؟؟!!
إن شاء االله لأداء الخدمة الوطنية بالبلد الذي ولدت فيه
تمنيت له التوفيق وضحك بخبث
وتفهم صمتي
... مضت الأيام وانتهى العام الدراسي
ورغم مرور الأيام
كانت مطارداته عالقة بذهني
وأضحى عدم رؤيتي له
يحزنني وكأنني ادمنت على رؤيته
ورغم محاولاتهَ
كنت أكثر نفوراً و ابتعاداً
وتشاء الأقدار أن التقينا بنفس
الصحيفة التي بدأت التدريب
علي العمل بها ..
لم يتغير ولم يفهم
بقى مهتماً ملحاً يملؤه الفضول
وعالقاً بطريقي .
تمنيت لو يبتعد قليلاً .
و ذات يوم قررت أن أقتل فضوله
فناديته وهو مع جمع من الزملاء
وقلت له ...
مونيا بنيو
منيرة
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق