ـــــــــــــــــــــــ
المرأة القوية ليست المتسلطة أو شديدة العناد أو المستبدة أو ذات الصوت المرتفع الذي لا ينتج عنه سوى الدمار والخراب..
ولا هي الضعيفة لتصبح عبئًا وعالة على المجتمع، ولا يعتمد عليها، ولا يجدي منها نفعًا تعتمد على الاتكال على الآخرين في جميع أمور حياتها..
القوة لم تخلق للمرأة، وإنما هو رمز جمع بين العاطفة الجياشة، والمشاعر السامية، وطاقة الحب التي لا تنتهي تحيا بداخلها فطرة سوية وسليمة فهي غذاء المجتمع تعمل على تربية، وتنشئة أجيال سليمة معافاة من الجهل الديني والانحراف الأخلاقي، والصفات اللئيمة..
تلك هي الزوجة الصالحة والأم الحنونة هي ركن لا يصلح
بدونه باقي الأركان، وإذا زال يزول العطف والحنان ويصبح التشرد سائدًا لجميع الأوطان..فهي تجمع بين جميع الصفات الحكمة والرزانة.. تجمع بين الأم، والصديقة، وملجأ الأمان في التعامل مع أفراد أسرتها والاحترام والتقدير لها ولشخصيتها الرقيقة من جانب أفراد اسرتها..
فهي مزيج بين القوة والعطف، والرزانة والحنان، والحزم والأمان، العزيمة والتراخي،الإصرار والمثابرة مع التهاون.. هي سند قوي لا يعرف التخاذل تحمل الوفاء، وتتحمل المسؤولية لتؤدي دورها بأمانة، وإتقان أمام الله..
القوة عندها تنبع من الحب بدايتها حب الله الذي يملأ قلبها ليفيض بالود والمحبة والرخاء والقوة والعطاء على من حولها.. نعم إنها ليست متاحة للجميع، وإنما لا تؤذي الآخرين فطبيعتها راقية، ورقيقة كالزهرة البريئة لا يحيا مجتمع إلا بها ولا يُبنى بيت إلا بوجودها فهي الحياة لجميع الأركان متى ما وضعت قدميها دبت الحياة وتزينت بالضياء هذه هي الفطرة السليمة أما غير ذلك فهو هراء..
وكما يقولون وراء كل رجل عظيم امرأة فـوراء كل مجتمع راقٍ متقدم امرأة، ووراء كل بيت سليم، وأسرة قوية امرأة..
فخلقها الله لسيدنا آدم لتؤنسه، ويسكن إليها إذا هي الملاذ والسكن الآمن عند الخوف ، والسند القوي والدعم والحافز عند الضعف، والقوة العاطفية الممتلئة بالمحبة والود والعطاء، ووطن لا يعرف خيانة، ولا تشعر معه بالاغتراب..
فـرسولنا الكريم ﷺ حينما نزل عليه الوحي لم يلجأ إلى قومه وعشيرته بل لجأ إلى السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها كأنه يقول بأنها هي السكن هي الملاذ هي الوطن.. ولم يحب أحدًا كحبه لسيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها لم يخجل حينما سئل عن أي الناس أحب إليك؟
فقال: عائشة..
قال رسول الله ﷺ "إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم" وقال أيضا ﷺ "خيركم خيركم لأهله" فيجب على كل الأزواج والآباء والإخوة مراعاة ما يخصهم، والجزء الذي لا يتجزأ منهم فهي في طبيعتها رقيقة لا تتحمل الخدوش، ورغم ذلك تستطيع الوقوف بالقوة الإلهية التي تدفعها إلى النهوض، وإن تخلى عنها الجميع فهذه القوة تمنحها الصمود..
وكانت آخر وصايا النبي ﷺ "استوصوا بالنساء خيرا"
فرفقًا بالقوارير فالمرأة قوة لا يستهان بها.. فهي كالزهرة إذا أكرمتها ورعيتها بالاهتمام والاحترام سُررت بالنظر إليها، وأغدقتك برائحة عطرها، ورعتك كما رعيتها، وشملتك بحنانها.. وإذا لم تحظ بذلك لا تنتظر منها شيئًا..أجل هي من تفرض ذلك على كل من حولها، وبحسن المعاملة تفوز بطيب أخلاقها وحسن طباعها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق