الثلاثاء، 5 سبتمبر 2023

استفهام بقلم عمر عبود

 استفهام

هنا تظل الأحـلام مشتـعلة ..

تومــض في القــلب فتـيـل الحـب المتجدد ..

وتسيل الحــبر لقـصــائد أخـرى ..

الكلمات فيـها أسنان والحـروف ألسـن ..

هـذا يمضـغ .. والآخـر يلـوك ..

.. ما هـذا يا تـرى ؟.. زهــرة في قلب نخـلة ؟! ..

أم ذهبت الذاكـرة بعيـدا ..

بـل امـرأة عتيدة في فضاءات تسبح دونما بوصلـة ..

لا نجـاة لها سوى ابتهال الصيادين في تضــرع لسيد الماء

بأن يقرّب الأسماك مـن أضوائهم ..

ثم يؤدون وهم في رحاب البحـر

صلوات كعيني الحـوريـة السحـريـة

ذات العينـين البئـريتـين ..

العبقـتـين بفـرح الفـصول ..

ينام في حضـنها مودعا حزن القـرون ..

.. هناك فقـط يرقد في مراح سفينة الأمان الدائم ..

يرفل في أحـلامه اللامتناهية ..

لا يصحو إلا على كلمة .. أحبك ..

ويبلغ الهذيـان ذروته ..

فتطـفو الأسـئلة مضمّخـة بتساؤلات

تنهمر دون سـد أو حاجز حجر ..

المرأة كانت ومازالت وستبقى سـر الأسئلة ..

وهل يخـلو سؤال من امـرأة ؟..

بل وهل تخـلو امـرأة من سـؤال ؟

.. إنما هي سـؤال بحالـه ..

سؤال لا جواب له ولا مرد ..

حتى تلك التي تغــزو الفـؤاد

وتستقــر في الوجـدان وتؤنس الجـنان .. 

يظـل سؤالها بداخلها ..

يجمّلها في كـل لحـظة عشـق

وهـمسة حب ونبـضـة شـوق ..

ثم يقـع في المحـظور ..

فيتوقـف عن هـذه الأسـئلة

ويضـع تحـتها خطا أحمر ..

فيحيل السـؤال إلى صـديقـه الـوفي ..

ثـم إلى السـماء ..الأنهـار .. الماء .. الأيـام ..

ثم يصـل إلى الأسـئلة التي تنبعث منـه وعـنه

من .. وأين .. كيف .. ومتى .. حتى يصل الهذيان ذروته ..

فلا تجد إلا أسماء وأحداثا وصفات وأرقاما 

وكلمات بعضها كالكلمات ..

وتكون هذه خاتمــة الأسئلة ..

تلك التي خامرته في لحظة الهذيان ..

تلك اللحظة التي يتاح فيها الإفصاح

عما هو متاح وغير متاح .. مباح وغير مباح ..

فليس الهذيان يأتي من الخارج ..

بل هو إفصاح عما بالداخل ..

فيكون هذيان الأســئلة هو العنوان.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

عمر عبود / ليبيا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الاشتياق بقلم أبو خيري العبادي

بقلمي.......الاشتياق هل تشتاق لها..؟ نعم وهل هي اليك تشاق ..؟ لا أظن أنها تشتاق أبقى طول ليلي حنينا اليها لاتطبق الاجفان لو كانت كما أعيش ال...