معشوق الجماهير جدي صالح الحكيم
بقلم د. محمد أحمد محرم
…………………...
وفي اليوم الثاني
نتجمع في نفس الزمان
وفي نفس المكان
في أول المساء
يجلس جدي على كرسي من الحجر
المنحوت بإتقان
ليحكي لنا قصته الرومانسية
بدأ قصته بقوله
أحببت ابنة الملك الكامل
حبا كاملا... حبا جما
وهي أحببتني ضعفا
ولكن الملكة أقسمت لن تزوجنْ ابنتها الوحيدة
حبيبتي الأميرة ياسمينا
حتى لو قدمت الملكة روحها قربانا
كانت تقول
لا يمكن لأميرة إلا أن تتزوج من ملك
أو على الأقل أمير
ونسيت أني قدمت لهم خدمات جليلة
وأخمدت المؤامرات
التي كانت ستجعلني ملكا
وقطعت الباب على كل مترصد
وأغلقت النافذة على كل متسلل غدار
وحبست قلبي ياسمينا
في غرفة مظلمة لا نوافذ فيها
عدا بابا موصدا
يفتح لغرض إيصال زاد الحياة
هل ستعود لرشدها؟
أميرة الزمان
تحمل الأخلاق جمالا
تأسر القلوب والألباب
وحظها من الجمال
وافر ألوان
لكن هيهات أنا لها ذلك!
هتفنا بصوت واحد كبارا وصغارا:
بماذا كافأك الملك لتفانيك وإخلاصك؟
وأنت لم تنقض العهد
وصنت الأمانة مدى الأعوام!
أنها مشيئة الله
أن جعل الملك كوزا مركوزا
دلو الماء المثقوب
لإماء يبقى فيه
بل يرمى بين الأكوام
قل رسمه فنانا
لغابة فيها مجموعة من السباع
والأسد ملك الغاب في الجدار
لا يتحرك ولا يعض
ويتثاءب والصمت يعم المكان
رسمت خطة أنقذ أميرتي
من براثن الظلم والطغيان
عكفت عليها
قل ثلاثة أيام
أو قل خمسة أيام
كنت أنام فيها إلا ساعتان
في ثلث الليل الأخير
ثم أعود أكثر نشاطا وحماسا
رميت الحبل من رأس القصر
إلى زاوية القصر الآخر
وقفزت قفز حرا بلا مظلة
متمسكا في الحبل بأيد
متدليا منه
مستخدم تجربة جاليلو
في حركة البندول
الذي أوجد الثابت للجاذبية الأرضية
بقيمة 9.8م/ ث ^ 2
وأثبت كروية الأرض
وقدم رأسه
فدى لفكرة من علمه
تحد جبروت الكهان
ارتطمت رجلي
فكسرت مقود الباب
وفتح لي الباب
وأخذتها ورميت بنفسي بعيدا
وهاجرنا حتى وصلنا
إلى قريتكم يا غلمان
بلادكم لا يسكنها حتى الجان
سبحان من صبرني
أعيش معكم يا شجعان
الوداع يا جدي
ونحن نعيش قصته بإتقان
حتى لو كانت حقيقية له
وهي لنا من الأحلام
شكرا جدي صالح
حبيب الجماهير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق