الاثنين، 16 أكتوبر 2023

ظلم_سيلا ح٤ بقلم مونيا_بنيو_منيرة

#ظلم_سيلا

  الحلقة الرابعة:

في مستشفى تتوفر فيه كل الرعاية والأمان لا يجرؤ حتى من يدّعي الفطنة والذكاء على الخروج أو الدخول دون إذن بعد مغيب الشمس .
 تدخل " سيلا " مع أعز و أقرب المخلوقات إلى قلبها في مواجهةٍ
مع بعض الحيوانات و حراس المستشفى بعد سماعها لبعض أصواتهم محاولين التصدي لكل ذلك الكم الهائل لتسيطر عليهم بحركاتها طالبةً منهم الرحيلَ لأن مصيرها ومصيرهم هنا مجهول إلى أن ان تخرج.

تلتفت " سيلا " إلى حيث الغابة مشيرةً لهم بيدها بالرحيل وتُمعن النظر بعينيها الحادتين ثم تضع يدها فوق رأس زعيمهم لينطلقوا وفجأة يصل " ليث " ليطلق بعض الرصاصات ببندقيته قائلاً : إنها مجرد حيوانات ..
أجابت " سيلا " : أجل .. مجرد حيوانات 
لكنها أفضل من الكثير من البشر 
فأجاب "ليث" : الحمد الله أنك استفقتي ونطقتي أخيراً
أشاحت بوجهها بعيداً عنه وفجأة تدخل الطبيبة التي قالت على الفور : الحمد الله أن أحد معارفها هنا أظنك ستزودنا بمعلومات تساعدنا في تشخيص حالتها ؟!
فأجاب : نعم بالطبع سأفعل . 
كانت الطبيبة في حالة غضب 
كيف تصل إلى هذا القدر من الضياع واللامبالاة وإنها منهارة نفسياً وحالتها أشبه بالتوحد كأنها تعيش بعزلةٍ عن العالم 
أجابها : وهل من علاج ؟!
أجابته بكل تأكيد ولكن مع الكثير من الجهد والرعابة ولابد ان تشعر بالاهتمام .
وسألته : من تكون ؟ 
  فأجابها : ما أنا إلا غريبٌ وجدتها في إحدى الغابات مع بعض الحيوانات .
وبعد تمعن بسيط من كلاهما
ومحاولة استدراجها في الكلام إلا أنها كانت تفضل الصمت فقررت الطبيبة المباشرة في علاجها فهي تعاني من حالة نفسية ولابد أن تساعدها كي تتخطاها وكان "ليث" قد خرج شارداً يفكر في حل يناسبه ويناسبها ، الأمر الدي جعله
يفكر في السفر لوالدته
عساها تساعدها ..

نظر "ليث" إلى " سيلا " مذهولاً من وجود دب صغير في حضنها 
وخبرتها بالحيونات وهذا التعلق بها الغير مسبوق والذي لم يسمع عنه رغم كل ماقرأه عن الحيوانات و الصيد ، ثم قال : كيف دخل هذا هنا ؟!  
قالت : هو مجرد دب صغيرٍّ ..

قال "ليث " ببرودة أعصابه :
أعلم أن وجودك في الغابة طوال هذه السنين لم يكن لعباً بل أعطاكِ خبرةً عميقة اليوم ..

وفي الحقيقة كانت خبرة " سيلا " في الصيد وعالم الحيوان مكتسبةٌ من تعاليم والدها ووالدتها منذ سنوات خلت وكل القرية تعلم هذا ..
إلا أنهم يتعمدون التجاهل وطمس الحقيقة التى ستفضح حقيقتهم .
ومع حديث ليث مع سيلا دخل الدفء في أرواحهم التى يسكنها البرد وأضحى يتلاشى شيئاً فشيئاً ليستأنس كلاهما الآخر من غير أن يلتفت أحدهما لما يحدث من حولهم ويُسمع اقتراب أصوات مختلطة و وقفت
أسود و ذئاب مرة أخرى إنهم لا يبرحون المكان حتى يعودوا من جديد ...

كان الأمر يقلق ليث وكأنه كان
يود أن يسحب الحيوانات من حياتها ليُنقذها من قدرها وهذا ماكان يريده في قرارة نفسه..

أوصل ليث " سيلا" إلى منزله وأوصاها أن تبتعد عن الحيوانات
لتتماثل إلى الشفاء ..
كان "ليث" شاباً وسيماً جميل الروح وطيّب الخلق وقويّ القلب فلا يهاب الموت ولايردعه رادع ..، فكان حلماً لأكثر الفتيات التى عرفنه ..

دخلت "سيلا " المنزل الضخم وأخذت تتفقده ثم وقفت بقرب النافدة حيث رأت القرية وأهلها 
وبيتها الذي أصبح مهترئاً
فلم تتمالك نفسها و أجهشت بالبكاء وهي تقول : أعادني القدر لآخد حقي..، كان قلبها يزدادُ حقداً يوماً بعد يوم على ما اقترفوه بحقها وكأنها تعلم بأن في الحقد قوّة ستسلبها جمالها الروحي الذي لا تريده ان يهزم..
أرعب ليث الحيوانات ببندقيته بعد ما أوصلها إلى منزله وطلب من والدته بأنها لا بد أن تحضر إلى القرية فهناك مفاجاة لها ؛
فقد جاء بسيلا للمنزل عازماً على علاجها ومتعهداً وحامداً الله على هذه الصدفة التى عساها تكون خيراً ولكنه كان مدركاً في أعماقه بأن " سيلا " لن تكفّ عن حبها الجنوني للحيوانات إلا حين تخرج من حالتها ..

عاد ليث وهو يقول في نفسه إذا لم أسيطر على تصرفاتها في أقرب وقت فإنني سأخسرها إلى الأبد..
إن تعاطفه ترك في نفسه الكثير من علامات الاستفهام 
الأمر الذي جعله يستعجل مجيء والدته .

... يُتبع.

#مونيا_بنيو_منيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

عبير اللقاء بقلم فوزية الخطاب

عبير اللقاء هاتِ يدك سيدتي الجميلة أقبِّلها..  أضمها لصدري ..  أشم رائحتك .. وعطرك الزكي . ما أجملك..  وشعرك الأبيض المعطر يحكي حكايتنا الطو...