رسائلي
بقلم الشاعر إبراهيم العمر
رسائلي ليست حكي وكلمات ،
رسائلي صور تعبيرية مشوهة عن بعض الحالات ،
وانتفاضات خلف جدران الوعي ،
ونرفزات في أعماق العدم ،
وتوهان في لطشات الشردة وعمق الغيبوبة،
رسائلي صرخة من جرح مفتوح
ووجع من طعنة غدر في مفاهيم البراءة والعفوية ..
رسائلي شخبطات يأس على وجه الزمن ..
وتمايل جسد في سكرات الوجع على لوح من رخام ليرسم لوحة دون معالم بألوان الزوال..
ويبني لنفسه إمبرطورية بحجارة الهذيان على سطوح الوهم في ليالي الغربة والقلق والحيرة ،
على جزر القرارات الخاطئة وشواطئ الندم .
رسائلي ، ليست أفكاراً،
وليست لوحات متكاملة من الواقع ،
إنها حالات من الفوضى والضياع ،
إنها شردات في غياهب الوهم أوقات الغروب وألوان الغسق تغسل بأحاسيس الزوال لمسات الزمن ،
وتحكي عن مشاوير العمر على دروب الدهر وعن نهايات الأماني وروايات الفشل ...
رسائلي ،
خطوات مترددة ،
لا تحذف أي أبعاد من المسافات ،
أنا لم أنجز عملاً في حياتي حتى النهايات ،
أستمتع على الطرقات والدروب وأتلّهى أمام الزهور وعند ضفاف السواقي والأنهار ،
تسرقني تنهيدات الأرض ،
وأخاف من الوصول ،
أخاف من الجدران البعيدة ومن الدخان المتصاعد في الأفق،
ومن انعكاسات شمس الغروب على زجاج النوافذ البعيدة المترامية على الجبال
عند أواخر أطراف الرؤية وأبعاد النظر .
أنا ألملم أطراف ثوب الشمس عن جسد الطبيعة
وأفرش على نظرات العيون شراشف الليل
وأنثر هواجس العتمة على جبين الأمل .
لا أريد من رسائلي ان تنقل لك شيئا من أفكاري ومن تجاربي ومشاريعي ومخططاتي ،
رسائلي ليست سوى نفحات من الانفعال والانصهار ،
ليست سوى لمسات من الشوق
وشردات في الغيبوبة
ونكرزات من التمرد والعصيان ،
رسائلي ليست سوى فقاقيع لمزيج يغلي في داخلي ويفور خارج جسدي ، وأحيانا كثيرة ينساب على أطراف الطرقات المزدحمة ويتلاشى تحت الخطوات وتحت عجلات السيارات ..
يموت في داخلي ، كل يوم ،
حزمة من الأحاسيس وتذبل باقة من الزهور ،
وتتكسّر زجاجات عطور ،
وقد أغيب أنا عن الوعي وعن الواقع
وأبدأ بالهلوسة والهذيان ،
وقد أصحى بعدها والعرق البارد يغسل كياني ويمسح من ذاكرتي أفكاري وأحزاني ..
هكذا هو وضعي، يا سيدتي، لا أريدك ان ترثي لحالي، أنا أحتاجك وأحتاج الى تلك السكرات والغيبوبات من وقت الى آخر لكي تهتز داليتي وتهرهر بعض عناقيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق