ما ذنبُ الميزان يا تاجر
.................
ما بالُ دنيا الناسِ بَدَّلَتِ الورى ...
اِثنانِ يلتقيانِ باعَ أوِ اشترى ؟!
بالأمسِ ميزانٌ وكَيلٌ قاسِطٌ ...
حاطَ الوفاءَ بنِيَّةٍ يَرجو الثرى
واليومَ ميزانٌ وكَيلٌ خاسِرٌ ...
حاطَ الوفاءَ بحيلَةٍ يَبغي الثرا
بالأمسِ صِدقُ الحديثِ ببَيعَةٍ ...
والصدقُ يمشي مِثلَما كنَّا نرى
واليومَ كِذبُ الحديثِ لبَيعَةٍ ...
والخُبثُ يَجري مِثلَما كلٌّ يرى
بالأمسِ يَربَحُ في التِّجارَةِ دِرهَمًا ...
أو دِرهَمَينِ قناعَةً منها انبَرى
واليومَ يَنهَبُ بالفِجارَةِ عَشرَةً ...
أو عَشرَتَينِ جَشاعَةً فيها افتَرى
بالأمسِ تَزيينُ البِضاعَةِ واقِعٌ ...
والغِشُّ مُستَتِرُ الحَياءِ فلا يُرى
واليومَ تَدليسُ البِضاعَةِ رائِجٌ ...
والغِشُّ مُنكَشِفُ الوَقاحِ على الورى
بالأمسِ بَينَ البائِعَينِ ثلاثَةٌ ...
صِدقٌ، وَفاءٌ ، كِلمَةٌ فيما جَرى
واليومَ تُسرَقُ في ثلاثٍ، جَودَةً ...
وَزنًا وسِعرًا، غالبًا مِمَّا أرى
ما ذَنبُ ميزانٍ ومِكيالٍ إذا ...
اِثنانِ يَستَرِقانِ ، يَشري أو شَرى؟!
.......................
محمد جعيجع من الجزائر. 2023/10/03م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق