من في حياتي يعزيني
من قبل موت نصفي الآخر
يسقيني شربة ماء
ويلقني أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمداً عبده ورسول الرحمة
الرحمة والسلام للعالمين
مَن مِن أهلي من جيراني
يحضر غُسلي
وفي كفن أبيض يطويني
من يمشي في جنازتي
من يترحم علي
وفي أي قبر يلقيني
أنا يوسفكم يا عرب
أياً كان لوني ولغتي
وعرقي وديني
أنا يوسفكم يا عرب
أياً كنت إبن الضفه إبن غزه .....
في النهاية أنا عربي فلسطيني
أنا يوسفكم أبن أبيكم
أبن هذا التراب
وهذه الأرض مرسومة في تفاصيل يدي
موشومة في جبيني
أنا يوسفكم
ألا يؤسفكم
أن أولاد الخنازير
كلما بنيت داراً تأويني
هدموها فوق رؤوس أطفالي
وتحت ركامها دفنوني
عربي أنا
مات نصفي
منذ ما يزيد
على سبعين سنة
وما زلت أنزف
وما زلت مقطع الأوصال
مبتور الشرايين
منذ سبعين سنة وأنا أنزف
وإخوتي يراقبون
صامتون لا يخجلون
ولا يستحون
يمدحون من أخذ روح أطفالي
ونور عيوني
ويمدونه بالذهب والبترول
بل ويعصروني
لأن من قتلوني أعجبهم
زيت زيتوني
منذ سبعين سنة
وأنا مقيد الأقدام
لأعيش أسير
مقصوص الجناحين
حتى لا أطير
أرضي بلا سماء
وزرعي بلا ماء
وبحري بلا ميناء
يا إخوتي كيف هانت
عليكم أخوة الرحم واللغة والدين
لا شئ اليوم يسعدني
لا شئ يعجبني
لا شئ يغضبني
لا شئ يندى له جبيني
من يعدل رأسي على جسمي
من يسجل
في دفاتر الأحياء
هويتي و أسمي
من يوقظني من أمة النائمين
من يحقن النخوة في عروقي
والإحساس في جلد وجهي
من يرسم الحمرة في عيوني
من يعيد إلي
آدميتي الأولى
وقبلتي الأولى
من يعيدني
إلي ما قبل عام ثمان وأربعين
من يحذف من بطاقة هويتي
أسم المعتدي ولغة المعتدي
ويعيدني عربي فلسطيني
من يقول لسلاطيني
أنني صاحب الأرض والبيت
ومزارع التمر والزيتون
من يقول لهم
أنني بشر مثلهم
لي مالهم
وعليهم بعض مما حملوني
وأنتي لست شاتهم
كلما جاءهم طامع جائع
أتو بي ليذبحوني
وأنني حر مثلهم
لا تراثاً ولا عقاراً
كلما مات سلطان ....
إلي أولاده ورثوني
من يقول لسلاطيني
أن لي في الزيت قطره
وأن قصوركم تضاء بالمجان
فلا تأخذوا النور من عيوني
من يقول لهم
أن الظلم ليس فطره
وأن للعدل دوله
وأن المُلك لله رب العالمين.
تسلموا ...
إسماعيل هريدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق