تَعَطّـــــرَ القلبُ مِنْ ذكراكِ يا قمــــــــري
واخضوضرَ الرَّوضُ بعدَ القحلِ والقفرِ
كأنَّـكِ البدرُ يمشـــي في الدُّجى مرِحاً
يا روعةَ الحسـنِ في طَلْعاتها سَـــكَري
كم ليلةٍ همْتُ في عينيـــكِ أحسَبُــــها
سِــحْراَ أفتِّشُ في الأرجاءِ عن وَطَري
تمضي السـنين ونارُ الوجدِ ما خَمَدَتْ
مُذْ أبرقَ الدُّرُّ مِــــــن ثغــرٍ لِذي ظَفَــرِ
أو أرسَــلَ الخدُّ بعضَ الخمـــرِ أرشُفُهُ
يروي غَليــلي إلى مَـــن حُبّـــها قدري
ضفائـرُ الشَّــــعرِ في أشــعابِها جُمِعَتْ
كُلُّ الجنــــانِ بها تضْفــــو على البَشَرِ
تزري على كُلِّ مَــن تزهــــو مَفَاتنُـــها
غيثٌ تتـــــالى مِــنَ الآياتِ والصُـــوَرِ
يا ضَوعةَ الوردِ يا مَنْ منكِ قَدْ عَبَقَتْ
كلُّ الرَياحينِ حتى الزهر في الشَّـجَرِ
أشكـــو إليـــــــكِ دلالاً مِنْــــكِ يقتلني
حتَّى بَرانــي بِنـــارِ الوجـــدِ والسَّـــهَرِ
آهٍ على طَيْفِـــكِ الغــــــادي كمَلْحَمَـــةٍ
قدْ سُطِّرَتْ في رِحابِ العِشْقِ والسَّمَرِ
مُسْــتَلْهِمَاً مِنْــــهُ أفكاري ومِحْــــبَرَتي
جَــــــفَّتْ فَكانَ مدادُ العُمْــــــرِ بالدُّررِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق