قلمي يئنُّ من الضَّنكِ والأسى
حروفي تنزُفُ عصيرَ فكري
كلماتي تؤوهُ تحشرجُ
تكاد تختنقُ في حنجرةِ مأساتي
أنا الشقيُّ لفظتني الأقدارُ
رمتني على قارعةِ رصيف الكونِ
حرَّمتْ عليَّ السماء حتى مجرَّد السؤال والفهم
وجدتُ نفسي فجأةً على مسرحِ الوجود
مُجبرٌ أن أُمثِّلَ دورَ كائنٍ حيٍّ مفكرٍ
وُلدتُ بالآلامِ والدموعِ
تجرَّعتُ مرارةَ العذابِ وكؤوسَ الألمِ والوِصاب
كُتبَ عليَّ أن أعاني كلَّ ألوانِ وأشكالِ الوجعِ
ومكائدِ الأقدارِ دون تململٍ أو تأففٍ
حُرِّمَ عليَّ فهمَ واستيعابَ مأساةِ خلقي وتواجدي .
في عالمٍ مبهمٍ غامض مليءٍ بالألغازِ والأحاجي
وحتى فكري {العضو الوحيد الذي أحسُّ به ويوحي لي
ويحسِّسني بوجودي } هو مقيَّدٌ بالسلاسلِ والقيود
مصلوبٌ على خشبةِ الشكوكِ والظنون
مشنوقٌ بمشنقةِ التجهيلِ المبرمجِ والمقصود
هذا الفكرُ الشقيُّ البائسُ مسلوبُ الحقِّ والإرادةِ
ممنوعٌ عليهِ التفكيرَ والفهمَ والاستيعاب والإدراك
مسجى على جمرٍ حارقٍ تشويهِ
ألسنةُ نيرانِ أقدارٍ عاتيةٍ فريَّةٍ
منعتهُ وحجبتْ عنه أيَّ فهمٍ ومعرفةٍ
فرضتْ عليهِ الاستسلام والتسليم فقط
لما تريده هيَ ولما تمليه عليهِ
مسكينٌ أنا الكائن اللاكائن الموجودُ اللاموجود
وما زلتُ منذ الأزل أحلمُ وأحلمُ بأوهامِ
الفهمِ والمعرفةِ وبسرابِ السعادةِ الخادعة
شاعر النرجس والألغاز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق