الحلقة الثالثة:
كان هيجان ليث غريبا جدا في تلك الليلة وصراخه يشبه زئير الاسد في قفص مغلق تملكه طوفان وغليان
وفي تلك اللحظات توغل في ادغال الغابة التي تضج بأصوات مختلفة كان الظلام دامس يشتت خطواته ليسقط ويتعثر كلما توغل اكثر
وبعد تعب وانهيار اصبح يمشي بصعوبة في اغوار الغابة الكثيفة الاشجار يتحسس الطريق بنور ساعة يده ..
وبوجود الاصوات المخيفة والظلام وخطورة المكان
لم يرفع اصبعه عن الزناد وكأنه مستعد لقتل كل حيوانات الغابة وكل ما يتحرك أمامه..
سار ليث وتوغل اكثر في عمق التلال العاتمة وكأنه يقول لكل حيوانات الغابة هيا اخرجي لتلتهميني ايتها الوحوش هيا فإما أقتلكم وإما تقتلُوني..
وفي قلب الغابة المرعبة ينبعث نور خافت من إحدى الزوايا كأنه كوخ وقف ليث يمسح عينيه من غرابة ما وجد في عمق هذه الاحراش المذهلة والتى تضج بكل الأصوات المرعبة وقف مطولا وكأن كل الحيوانات تقترب منه
لم يردعه صوت او يخيفه تقدم
زاد فضوله ليتقدم اكثر الى ان وقف مستغرباً من هول الحيوانات المجتمعة على مد البصر وكل منها يعوي و كأن به مرضاً عضال ازداد الموقف ذهولا ورعبا وتساؤلا الى ان تقدم اكثر لم يحاول اي حيوان مهما كانت قوته وشراسته من الهجوم عليه او الحركة الى ان وصل الى نافذة ذالك الكوخ المهترىء ولاحظ
جثة مطروحة في فراشها وبقربها بعض الحيوانات تحاول تحريكها
تقدم ليث اكثر يحاول بضوء ساعته يده ان يبرز بعض ملامح الجثة انها الشابة سيلا
لقد فهم من عيون الحيوانات
استجداء نجدته في ان يجدلها حلا وتستفيق فكلما تقدم منها اكثر اطلق الجميع عواء وبكاء لينبعث الى اقصى الجبال فنزع معطفه الجلدي
وامسك بندقيته وتحسس نبضها الدي كان بطيئاً جدا فركض خارجاً ليبحث عن الماء وهو يتمتم قائلاً كيف لهذه الانسانة ان تعيش هنا وماحكايتها
كانت الحيوانات تتبع حركاته ولاحظت خروجه وعودته
فبعد ان نثر قطرات من الماء على وجهها وشفتيها
بدأت تحرك اصابعها
خرج ليث راكضاً الى الجبال حيث الاشجار باحثا عن شيء يؤكل بينما كان يتوغل اكثر في الغابة وجد اشياء عديدة مطبخا حجريا واغراضا متنوعة راح يبحث عن أي طعام إلى ان صادف امامه أشجاراً من انواع الفاكهة
فقطف القليل منها واسرع الى سيلا وجلس يعصر بعض قطرات الفاكهة في فمها وترقبها بقلق وحزن..
خاصة وانها شبه ميتة
وصل الياس بليث الى ان حملها على كتفيه وسار بها مسافات طويلة وكل الحيوانات على مد البصر تسير وراءه
وهو يقترب من القرية الى ان وصل
وسارع بها الى بيته وحاول إسعافها ببعض الابر المنشطة ولامصال ليساعدها في الاستيقاظ من غببوبتها
ويتمكّن من انقاذها دون أن يؤذيها
لكنه استغرب كثيرا من رتل الحيوانات الذي كان يحوم حول بيته فأخرج بندقيته ورشق بعض الرصاصات ليرعب الحيوانات وقد كاد يصيب بعضها
ثم نادى علي سيلا بأسماء مختلفة
مقترباً منها بخطوات حذرة وقال : من تكوني وما حكايتك ايتها الشابة
لم يجد في القرية كلها من يجيب عل تساؤلاته
لم تستفق بعد..
استغرب لغيبوبتها وتساءل
الى متى ستستمرين على هذا الحال
اقترب منها اصبح يحدثها
في هروبك من الواقع الف ىسؤال واستيقاظك الف سؤال آخر..؟
اقتربت منها وإذ بدمعها ينحدر فوق خديها فأجابته وكأنها تحدث والدها وتقول : ابي انا هنا يا أبي لماذا لحقت بي يا ابي ألم أخبرك للمرة الألف بأني اصبحت تلك القوية فدعني وشأني..
أمسك ليث بذراعها قائلاً: مابك ؟!؟ هل انت بخير انا معك افتحي عينيك.،
أما سيلا فقد كانت تهلوث وتتحدث كأنها تحدث والدها كطفلةٍ تائهة وهي تقول يشهد الله أنني أحبك يا أبي كما أحبني كل حيوانات الغابة..
كلمها كثيرا سألها اسئلة عديدة لكنها ظلت نائمة ترفض الحراك او الاستيقاظ
الامر الذي جعله يقرر ان يصطحبها الى احدى المشافي
وبعد وصوله المشفى
وادخالها إحدى غرف العناية وقف ليث بحوار النافدة وقد لاحظ حراك بين الأشجار المحيطة بالمشفى كانت مجموعة الذئاب والضباع
فتناول بندقيته قائلاً في نفسه :
هناك سر غريب يربط هذه الفتاة بتلك الوحوش المغيرة ..
يتبع..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق