٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
أعذريني حبيبتي قد عجز القلم
لم يعد قادرا" على الهيام والغزل
جفت ينابيع فرحه التي تلهم
وفاضت بحوره التي تمده بالحزن
حبيبتي لا تسيئي بي الظن
فما انطفأ حبي لك وما قل
لكن كلما عانقت أصابعي القلم
إرتعدت كأنها عانقت الموت
وكلما أطلقت لخيالي الخيل
ليجوب دروب جنات الكلم
ليلهمني بما قد غنم
تعثرت لخيلي القدم
فوقع على الأرض وما غنم
وجرح وجرحه غير ملتئم
وكلما رميت شباكي في بحور الشعر
لأصطاد لك أجمل أبيات الحب
رجعت شباكي مهلهلة تزرف الدمع
بعد ما إصطادتها أنياب الهم
فما حيلتي بما لي قد ألم
أصبح قلمي بلا قوة ولا حول
وقد تغزلت فيك من قبل
بألف قصيدة شعر
تكفيك طول العمر
فلا تكثري حبيبتي اللوم
لو علمت السبب قبلت العذر؟
سأخبرك عن سبب العجز
لما هممت أن أبدع
وأكتب فيك قصيدة هي الأجمل
غلقت الأبواب وأقمت الليل
واستحضرت جمالك ومسكت القلم
وتنهدت تنهيدة شوق وحب
فرأيت وجهك لي يبتسم
فليس في جماله شمس ولا قمر
فكتبت في عينيك أول شطر
ثم أعدت إلى عينيك النظر
وفجأة حجبتك عني عيون طفل
في أرض غزة أرض العزة والصبر
التي تحترق بالنهار والليل
طفل جعل قلبي يرتعد
على وجهه كل الفزع
لم يبق من الخوف شئ
إلا وعلى وجهه إرتسم
ورأيت أمه تلملم
أشلاء أخيه وتصرخ من الألم
قد شربت كل بحور المر
وتجرعت كل كاسات الوجع
قلبها قد إعتصره الحزن
فلم يبق فيه قطرة دم
ففارقت الحياة على الفور
وابنتها تحتضنها تبكي وترتجف
كأنها مخلوقة من الرعب
والأب تحت الأنقاض يحتضر
وأمثالهم في غزة كثر
لم ينقذهم من أعدائهم أحد
كتب الله لهم جنات الخلد
فلم أعد أحتمل النظر
كياني كله قد تزلزل
قد قصصت عليك القصص
فكيف أكتب بعد ذلك قصاائد غزل؟!!!
فمنذ ذلك اليوم قصائدي كلها رثاء وحزن
بقلمي / محمد الكومي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق